خالد عز الدين : ثورة نعم .. انقلاب لا !
تحدثنا بالامس عن توفر كل اسباب الثورة الرياضية في السودان .. من تفشي للفساد وسرقة للاموال وتزوير وتدني في النتائج وضياع للمنتخب وصراعات ادارية وعدم اكتمال الموسم والمحسوبية في القرارات .. كما تناولنا عدم الاستقرار الفني في الهلال وتأثيره المباشر علي خروج الفريق من الدور الاول في المنافسة الافريقية وطالبنا بثورة في كل الوسط الرياضي بما فيه نادي الهلال ..
تفجر الهزيمة او الاحباط او الخروج المبكر من البطولة الافريقية حالة من الاحباط تجعل الناس تطالب بانقلاب كامل في التشكيلة .. وشطب فلان وعلان واقالة المدرب وتغيير الجهاز الفني باكمله .. وهناك من يهاجم الادارة او الرئيس لان الاندية السودانية بدون ادارة تقريبا فهناك رئيس والسلام ! هذا الانفعال العاطفي يقود لانقلاب فقط ولا يقود لثورة !! والفارق كبير جدا بين الانقلاب والثورة ولقد جربت الكرة السودانية الانقلابات الكروية اكثر بكثير من الانقلابات العسكرية ولكنها لم تنجح في شئ واصبحت مثل ساقية جحا تشيل من البحر وتدي البحر مع بعض القطرات التي تتناثر هنا وهناك وتنبت بعض الزرع الذي لا يكفي لطموحات كبيرة ..
نقول ثورة وليس انقلاب ونخاف علي الهلال تحديدا من انقلاب فني ربما اعتبره المنفعلون ناجعا ولكنه علي المدي الطويل سيؤثر في الهلال فنيا وربما جعل النادي يتراجع بصورة اسوأ من الحالية ..
هناك من يطالب بشطب كل الحرس القديم بقيادة كاريكا وبشه ونزار وبويا والشغيل واعطاء الفرصة كاملة للشباب .. وهذا انقلاب خطير ويكفي ان نوجه سؤالا لاصحابه.. وماذا لو فشل الشباب ؟ هل نعود للحرس القديم بعد ان يكون اصبح اكثر قدما !! انه نفس التفكير الذي تمت به اقالة (كافالي) وغير كافالي !! ماذا لو لم ينجح بديل كافالي !!
الان الهلال في موقف صعب نتيجة الانقلاب غير المدروس علي (كافالي) فالمنطق الكروي كان يقول بان كافالي يجب ان يستمر حتي البطولة الافريقية فان نجح يواصل وان فشل يكون استبداله منطقيا ! ولكن اصحاب الانقلاب دوما قصيري النظر .. اقالوا كافالي بدون منطق وهم غير قادرين علي اقالة العشري رغم وجود منطق !!
الثورة هي التي تنقذ الهلال والكرة السودانية .. والثورة تبدا من القواعد ماذا لو قام الكاردينال بفكرة مشابهة للمنشآت التي لم يسبقه عليها احد !!
ماذا لو اتجه الكاردينال للاشبال .. للشباب .. ماذا لو قام بالتعاقد مع جهاز فني اجنبي علي مستوى عال في المراحل السنية .. جهاز للشباب وجهاز للرديف .. وفق رؤية علمية لمدة خمسة اعوام .. علي طريقة (برشلونه) يعود الهلال لاسلوبه الجميل في اللعب البرازيلي .. ويتم الامر بالتدرج .. مع وجود هولاء اللاعبين الكبار .. يتم دعم الفريق خطوة خطوة .. لا نستعجل النتائج .. نتحمل ولكن في النهاية سنصل بدلا من هذه الساقية التي لا تنتهي ويجب ان لا يجامل الهلال في هذا الامر .. يجب ان يتم اختيار اللاعبين باعمار حقيقيه .. كفانا خداعا لانفسنا .. يجب ان يقف الهلال في وجه التزوير .. وان يرفض حتي للاتحاد تزوير اعمار لاعبيه ..
هذه هي الخطوة الاولي في الاصلاح في الثورة .. ابعد عن الانقلاب يا كاردينال .. يمكن ان يحقق لك مكاسب انية ولكنه في النهاية سيعود بك لنقطة البداية وستجد الهلال خارج المنافسة الافريقية من الدور الاول !
حاول ان تبني فريقا كما تبني الجوهرة .. هل اكتملت الجوهرة بين يوم وليلة !! البناء يحتاج للصبر والعلمية .. اتركوا العشوائية .. نعلم جيدا ان كرة القدم حلقات متداخلة ويجب ان تكون هناك منافسات قوية للرديف واهتمام من كل الاندية بالشباب .. وراعية من الاتحاد .. ولكن عدم وجود اتحاد ممتاز يجب ان لا يوقفنا او يجعلنا نترك احلامنا الكبيرة للرياح .. سنقاتل من اجل واقع افضل للكرة السودانية .. وهذه مناسبة لنقول اننا لم نترك قضية الاتحاد واموال الكرة ولن نتركها فقط انشغلنا بمباراة الهلال .. سنعود اليهم .. اموال الكرة السودانية يجب ان تعود لها .. وسنتحدث ايضا عن انتخابات الاتحاد المحلي وعن حسن عبد السلام الذي يمارس الصمت في الاتحاد العام !! ابقو معنا حتى قصة الملاح سنحكيها .. الملاح التائه وعزالدين مصطفي مفتاح الدولار الافريقي .. وما اقسي الخروج الافريقي !!!!