منوعات

3 أسرار للسيروتونين “هرمون السعادة”!

يعمل هرمون السيروتونين كناقل عصبي بين الخلايا فيحمل رسائل الدماغ والأمعاء إلى الجهاز الهضمي والعصبي، ويمكن تشبيهه بوزارة التواصل والاتصال لإبقاء أكبر عمليتين حيويتين في الجسم (الأكل والتفكير) قيد العمل. وباكتشاف خواصّ هذا الهرمون الطبيعي في أربعينيات القرن الماضي، صار استخدام السيروتونين شائعاً في عقاقير كبح الشهيّة وتحسين المزاج وزيادة القدرة على العمل. وفيما يلي بعض أسرار السيروتونين أو “هرمون السعادة” كما يطلق عليه العلماء.

يحسّن المزاج ويساعد على التأقلم
المزاج السيئ والسيروتونين المنخفض يسيران جنباً إلى جنب، هذا ما تمّ تأكيده من قبل العلماء بعد دراسات استمرت عدة عقود. وتشير الأدلة إلى أن دور السيروتونين الطبيعي هو جعل مزاجنا مضبوطاً ومتوازناً إلى حد ما، كما يلعب دوراً مهماً في تعليم الدماغ ما يعرف بعملية التعوّد أو التأقلم، والتي تتيح له تجاهل الأحاسيس الغير مرغوب فيها من حولنا والتخلّص من ذكرياتها السلبية في الذاكرة أو إظهار ردّات الفعل المناسبة تجاه الأحداث.

ويتأثر نظام إفراز السيروتونين بشكل عجيب بالعوامل البيئية والضغوط اليومية، فينخفض في حالات القلق والحزن ويرتفع في حالات المرح والسرور، كما ينخفض في فصل مواسم الشتاء حيث تقلّ الحركة، ويزيد في مواسم الصيف التي يزداد فيها النشاط. ويقول العلماء أنّه كي نحافظ على نظام إفراز السيروتونين يجب أن نحميه من التعطّل نتيجة التغيير الحاصل في نظام غذائنا نمط حياتنا.

يكبح الشهيّة ويتحكم في دورة النوم واليقظة
على مدار اليوم يتحكم السيروتونين في الشهيّة، هذا ما توصلت إليه دراسة أميركية حديثة. وتشير الدراسة إلى أن إبصار الطعام أو شمّه وحتى مجرّد توقعه والتفكير فيه يحفز منطقة ما تحت المهاد (الهايبوثالاموس وهو جزء من الدماغ له دور تنظيم التغذية والنوم) على إفراز الهرمون. لذلك وأثناء الطعام يبدأ السيروتونين في ارتفاع مستمر، إلى أن تسجل منطقة ما تحت المهاد تجربة الشعور بالارتياح أو الشبع عندها نتوقف عن الأكل. وهكذا فإن حقيقة الشعور بامتلاء المعدة يأتي في الواقع من الدماغ.

ويلعب هذا الهرمون العجيب دوراً في تنظيم دورة النوم واليقظة عند الإنسان، ويكون نشاطه أعلى في الدماغ عند الاستيقاظ بينما ينعدم تقريباً في فترات النوم العميق (التي يمكن الحلم فيها)، علماً أنّه يتم استقلاب السيروتونين من قبل الدماغ ليلاً لخلق الميلاتونين، وهو هرمون عصبي مهم جداً. ويقول العلماء أنّ السيروتونين يقدّم ليلاً للعضلات خدمة (السلامة) وذلك بشلّها مؤقتاً عن العمل وإراحتها وخدمة (تحرّك وانطلق) نهاراً بحثّها على الحركة والنشاط.

وربط العلماء بين الأشخاص الذين يعانون مستويات منخفضة من السيروتونين، وبين قضائهم وقتاً أقل في النوم من غيرهم، كما أنّ ما يعرف بمتلازمة الساق القلقة وتشنجات العضلات وداء الأرق تتعلق جميعها بانخفاض نسبة هذا الهرمون.

يؤثر في تدفق الدم وشفاء الجروح
تم العثور على مادة السيروتونين في الصفائح الدموية التي تتجمع معاً لإغلاق الجروح، ممّا يدل على أنّه يساعدها في القيام بهذه المهمة. كما أن لهذا الهرمون -كما يقول الباحثون- أدوار معقدة في تنظيم تدفق الدم إلى الدماغ، والقلب، والجهاز الهضمي. ويؤدي ذلك بقدرته على توسيع الأوعية أو تضيقها اعتماداً على أين ومتى يتم تحريره.

ويعتقد العلماء أن لاضطراب إفراز السيروتونين دوراً في بعض أمراض القلب والشرايين مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية الطرفية (كمرض رينود الذي يشعر فيه المريض بوخز وألم في أصابع اليدين والقدمين ويتغير لونهما عند التعرض للبرد). قد استخدم حديثاً عقار (الكيتنسيرين) المخفض للسيروتونين لعلاج ضغط الدم المرتفع.

البيان