هاشم كرار : المهم.. ماظنكم بهذه الجملة؟
«وفي ناس، حتى لو اتذكرتهم بتنساهم»!
جملة جميلة جدا، استوقفتني، ومحدثتي أحلام، تتحدث عن الناس، بين الذكرى والنسيان.
الوجدان- لا العقل- «كائن» عجيب، له قرون استشعار.. حاسة شم.. ( كلو نظر) إذ هو يتعامل مع البشر: هو يفتح بابه على مصراعيه لمن يستلطفه من اول وهلة، ويسده لمن «اقشعر» من اول وهلة!
هو- الوجدان، يمتلك قدرة فذة، على تمكين من استلطف، وأحب، في أعز «حتة» فيه.. وله قدرة فذة على عمل (دليتينغ) لمن لم يستلطف، ومن لم يحب!
العقل، هو أيضا «كائن» عجيب» لكنه لا «يمسح» سريعا جدا، من «اقشعر» منه، كما الوجدان. يظل كامنا فيه، يكشف عن ذاته، من وقت لآخر!
أنت، في ذاكرة عقلك الآن، إنسان، لم تسترح له.. لكن هذا الإنسان، لا وجود له في ذاكرة وجدانك، إلا.. إلا خطفا، وفي اوقات متفرقة، متباعدة.. وبعيييييدة.
إنسان، قد يتذكره وجدانك، للمحة، لكنه يعمل على نسيانه، بسرعة بلايين الأميال الضوئية!
ارجعوا إلى الجملة العجيبة- تلك التي قالت بها أحلام- قالت « حتى» حتى لو اتذكرتهم بنساهم!
القلوب، شواهد..
لكن العقول لا.
تلك هي الفكرة، والناس تتحدث عن الناس: عن كيفية أن منهم من يدخل القلب من أول وهلة، ومنهم من يقفل أمامه القلبُ، الباب.
القلوب، تحب أو تكره..
لكن العقول ليست معنية بالحب، وليست معنية بالكراهية.
تلك تقودنا إلى السؤال الذي ملّ أن يحوم- من جديد- في ألسنة صغار الصحفيين: أيهما أكثر رسوخا: زواج القلب أم زواج العقل؟
زواج العقل: 1+ 1= 2
زواج القلب: رفة قلب+ رفة قلب= رفة قلبين!
يغني المغني القديم: «نحن روح واحدة في جسدين».. ومن الأرواح ما يأتلف، حتى لتصير روحا واحدة.. وذلك صحيح..
ويغني مغني هذا الزمان: نحن رفة واحدة في قلبين..
وفي مكان ما، الآن، في هذه الدنيا، لا يزال صاحبي محمد محمد خير، يقول للأصحاب قصيدة من اجمل ماقيل في وحدة الروحين، القلبين، الجسدين.. قصيدته التي من أبياتها المدهشة «حين أكلت مسحتُ فمك.. وحين مرضتُ فحصتُ دمك.. فأفحصيني»!
ترى هل خرجتُ أنا، عن ماوراء نص الجملة العجيبة.. جملة: «وفي ناس، حتى لو اتذكرتهم بتنساهم»؟ّ
منكم- بالطبع- من يظن ذلك..
ومنكم من لا يظن..
لكن المهم: ماظنكم، بهذه الجملة العجيبة؟
والأهم: ماظنكم بربكم، خالق القلوب طُرا؟.