خالد حسن كسلا : هل تستبدلهم الحكومة؟!
> حتى ولو بعد أن ترسل واشنطن الإشارة إلى قطاع الشمال للجلوس النهائي مع وفد الحكومة ليعدنا دكتور أمين حسن عمر بأن السلام المستدام سيأتي كما وعدنا إخوة له من قبل ايام الفرح بمفاوضات نيفاشا، فإن هذا يعني أن المؤامرة الأجنبية تتجه إلى دعم قادة جدد لتمرد جديد.
> وحينما جلس وفد التفاوض مع حركة قرنق عام 2002م في مشاكوس لم يظهر في دارفور عبد الواحد.. فقد كان مشروع التمرد في دارفور معداً تماماً لنقل الحرب إليها من جنوب السودان بعد افراغه من المؤسسات القومية المرتبطة بالعاصمة القومية الخرطوم.
> والآن نلاحظ تحريضاً أجنبياً غير مباشر للنوبة في الجبال على استئناف التمرد مستقبلاً بعد أن يؤذن لقطاع الشمال بأن يجلس مع وفد الحكومة للوصول إلى تسوية.
> وهنا يكون ما تقوم به الحكومة بطريقة غير مباشرة هو أنها تستبدل بتحمسها للتفاوض والوصول إلى اتفاقيات، قادة تمرد بآخرين، لكنها لا سبيل لها إلى استبدال التمرد نهائياً بالسلام المستدام.
> ودكتور أمين حسن عمر سيجد نفسه مجتهداً مع اخوته في استبدال القادة المتمردين وليس التمرد الذي كالمعتاد تعد له واشنطن بالتعاون مع إسرائيل.
> وقد تحمس دكتور امين جداً مع علي عثمان في مفاوضات نيفاشا.. ولكن في النهاية كان استبدال قادة التمرد ذاك بآخرين أسوأ منهم من حيث التأثير على الأوضاع الإنسانية.
> ونحن نسأل من سيقود التمرد بعد عقار والحلو واردول؟ ولو كان هؤلاء القادة الجدد غير واضحين.. فإن الايام ستكشفهم طبعاً.
لعنة «أبيي» في جوبا
> لا يمكن أن يفسر كلام وزير الخارجية الجنوبي بنيامين برنابا بجهة واحدة حينما يقول إن لوكا بيونق ابن دينكا نقوك من السودان.
> فقد فهمت الحكومة في جوبا أن المقصود من حديث الوزير الذي اقالته، هو أن أبيي السودانية بالفعل سودانية.. ولماذا لم يشر في ذات السياق إلى كل دينكا نقوك الذين ولدوا ونشأوا شمال حدود عام 1956م.
> لكن جوبا التي لا تتحدث عن منطقتين في جنوب السودان تحتلهما يوغندا وكينيا لاسباب مرتبطة بمراحل الحركة الشعبية ما قبل نيفاشا وما بعدها وما بعد الانفصال.. تغضب جداً حينما يشير أي حديث ولو بطريقة ضمنية إلى أن أبيي سودانية.. أبيي التي يسكنها المسيرية منذ مئات.
> والمسيرية لم يسكنوا في منطقة تعتبر جنوبية بحكم السكان والتأريخ والجغرافيا، بل هم يقصدون من وقت بعيد المراعي الصيفية في جنوب السودان.. فهل يرحلون موسمياً من الجنوب إلى الجنوب أم من الشمال إلى الجنوب؟
> ونعلم أن تصريح الوزير المقال ضحية الحقيقة التأريخية المرة جاء في أجواء دبلوماسية مرة أيضاً بالنسبة لجوبا التي تريد أن يعامل الجنوبيون معاملة المواطنين، وهي تعامل قطاع الشمال معاملة الجيش الشعبي لتحرير السودان.
> فالذين يعاملون في جنوب السودان معاملة المواطنين من السودانيين هم متمردو قطاع الشمال.
> بل يعاملون بأفضل من المواطن الجنوبي الذي يتعرض الآن للقتل بدم بارد والجوع والاغتصاب.. وهكذا تحدثنا تقارير الأمم المتحدة وليس جهاز أمن السودان.
> دعونا نبدأ من حادثة اقالة برنابا ونعيد على صفحات الصحف في هذا الوقت المناسب فتح ملف أبيي.. وجوبا في عهد الحركة الشعبية لأسباب اشرنا إليها لن تفتح ملفي احتلال مثلث أليمي الذي تحتله كينيا.. ومنطقة قولو التي تحتلها يوغندا.. وكأنما احتلالهما جاء مكافأة لدورهما في دعم حركة قرنق.. والآن دعم سلفا كير ضد تمرد مشار الشي الذي كان لعبة قمار خاسرة جداً بالنسبة له.
تفجيرات بروكسل
> هل سيواصل العالم في كل مرحلة يتحدث عن ارهاب جماعة باسم مختلف؟
> متى سيلتفت إلى تناول هذه القضية من الجذور، لأنه بعد اسم القاعدة الذي اختفى من الاعلام إلى حد كبير وبعد اسم «داعش» الذي سيختفي مثله سيظهر اسم جديد؟
> ستظل الأسماء تتعدد.. لكن ما يسمونه إرهاباً بوجود سيبقى ما بقيت جذوره دون اجتثاث.. وجذوره احتلال وسلوك اليهود وغطرسة واشنطن.. وقلة أدب العلمانيين في كل مكان مع الإسلاميين في ما يتعلق بقضية الديمقراطية.
غداً نلتقي بإذن الله.