عبد العظيم صالح : تقويم المسار
٭ تشهد لندن اليوم السبت حدثاً سودانياً مهماً يتمثل في تدشين كتاب «تقويم المسار وآفاق المستقبل»… ربما يقول قائل: وما الأهمية هنا ومطابع الدنيا «تلفظ» في كل دقيقة كتاباً؟! وربما لا تجد من يقرأها في زمن عزت فيه القراءة وانزوى فيه الكتاب لا أحد يقرأ، وإن فعل فربما لا يفهم، وإن فهم قد لا يجد من يفهمه أوحتى يسمعه!! ٭ أهمية الكتاب تنبع من مؤلفه البروفيسر «كامل إدريس»، ومن أهمية القضايا المطروقه من بين الثنايا.. وأيضاً من ردود الأفعال التي صاحبته، وهي أفعال تبدأ بالإعجاب وتمر بعكس الإعجاب، وقد تنتهي بنظرية الشك والظن والتي نعرفها جيداً في دنيا السياسة السودانية.. وهي نظريه قائمة على «سوء الظن» بالآخر و«الانطباعية» و«الاحتكارية» للمعرفة والتفكير.. وللأسف طالت هذه النظريات الكثير من الأفكار النيرة والصادقة والتي سعت لانتشال البلاد من وهدتها والقفز بها للأمام لتلحق بركب الأمم والشعوب المتقدمة و «الناجحة»!!
٭ ولعل الطريقة التي يتم بها تدشين الكتاب في لندن اليوم غير مسبوقة وربما تبعده عن مسارات سابقة. فهناك أوراق سيتم طرحها.. وسيجري نقاش بخضور سوداني معقول.. وهذا لا يمنع القول بأهميه الانتقال للداخل لتوسيع دائرة الحوار والنقاش حول الفكرة والمضمون الذي يركز أساساً في كيفيه رسم معالم على طريق تحقيق «حلم السودانيين» في قيام مشروع وطني واسع تتسامى فيه النفوس من نفق الذات إلى براحات الانتماء القومي الواسع.
٭ مثل هذه المساحات الصحفية المحدودة قد لا تمكن المرء من استعراض الكتاب «بحذافيره» ومع ذلك نقول إننا أمام سفر كبير ارتكز علي الجغرافية والموقع وهضم صفحات التاريخ لينطلق من تشخيص الواقع ثم يقفز لقراءة واستشراف المستقبل الذي يهدف لإنتاج «ماركة إيجابية» للسودان بحيث ترمزلتجاوز الصورة السلبية للسودان وكيفية استفادته من تجارب الأمم المتقدمة من حوله.. وهذا التحول المنشود لن يتم بالسهولة التي يمكن تخيلها ولا يمكن بيعه في برندات «السوق العربي».. ولكنه يحتاج في نظر د.كامل إلى أكثر من عشرة عوامل تبدأ باهمية التوثيق وتمر بأهمية وقف الحروب والاتفاق على نطام الحكم.. والإنسان هو محور التنمية وإنجاز أهداف التنمية المستدامة كما حددتها الأمم المتحدة.. ولن يتم كل ذلك بالطبع بمعزل من رايات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية..
٭ «إنتوا يا دكتور ما تقولوا الاشتراكية خائفين من منوا؟!
٭ هذا ما فهمته من كتاب «تقويم المسار وآفاق المستقبل».. ولنا عودة لكثير من عناوينه وأبوابه والتي تحتاج لكلام كثير وكبير بحجم الخيبة «الكبيرة» الملازمة لبناء السودان منذ لحظة خروج الإنجليز وحتى لحظة قيام هذه الندوة الوطنية الهامة والتي أيضاً تقام في بلد الإنجليز وهي «دالة» تؤكد تماماً أين نقف اليوم؟!