أحمد مبارك البريكي : إما أن نبقى معا أو ننتهي معا
في غمرة العواصف والاضطرابات الإقليمية، والتهديدات المحدقة بوطننا الصغير، نسمع أصواتا نشازا صارخة الأذى لنا ولمصلحة بلدنا، تخرج من بيننا ومن بني جلدتنا، تتكسب سياسيا في غير وقتها، وتقتات على خبز الفرقة، تضرب لتسجّل سبقا طائفيا وبطولة مزيفة واهية، على حساب الوحدة والصف الخليجي الواحد، وسيلتها وسلاحها اللسان الذي يرمي بكل قدح ونار دول الخليـج بشعوبها وأنظمتها الحاكمة.
هذه الأفواه التي لا تعرف ما تهرف به، اتخذت سبيلا معاكسا للسياسة الحكيمة التي تنتهجها الكويت في ربط علاقاتها بالجوار بوشائج الصداقة والتعاون والاحترام، وإذ يتساءل الكثير عن كيف تجرؤ هذه الألسنة المسننة على بلدان شقيقة، رمت بأثقالها وبكل ما تملك في أتون حرب حقيقية لا تبقي ولا تذر، ورهنت مستقبلها ومستقبل شعوبها على كف حريق من أجل نصرة الكويت وشعبها وشرعيتها في أحلك أيامها وأقساها؟
المملكة العربية السعودية جارتنا الكبيرة والكريمة، التي كانت على الدوام عونا لنا، يوم جارَ جارُ الشمال وأصبح جيشه في عقر دارنا هبّت لنجدتنا، لا نعرف شقيقة كبرى غيرها بعد أن رأينا فعلها لا قولها، علاقتنا بها وبشعبها علاقة دم ومصير مجردة من مصالح وابتزاز، السعودية التي تضم في صدرها شعبا خليجيا يشبه شعب الكويت بأطيافه ومكوناته هي عمقنا الحقيقي، وهي التي انصهرت دماء أبنائها بدمائنا ليعود الحق وينتصر.
البحرين مملكة الإخاء التي عاشت على الدوام خليجية خليفية، تقف مع شقيقاتها في سرّائهم وضرائهم، لا نعرف عن أهلها إلا التواد والتراحم وطيبة النفس، فالبحريني هو البحريني المسلم الصادق النقي، وليس للطائفية القادمة من أفواه الخارجين من أرضنا على أرضها حياة.
إن كان بيننا قلّة ممن لا يحفظون الجميل وينكرون المعروف، ويسلّطون ألسنتهم سبا وذما على أوطان أهلنا في الخليج، فلا يضير أهل الكويت حافظي الدّين، ما فعل السفهاء، فمواقف الشرفاء محفوظة بسطور الوفاء، وكلمات الملك فهد -رحمه اللـه- لا تنساها الكويت وشعبها، وهو يقول: “لا حياة للسعودية بعد الكويت.. إما أن نبقى معا أو ننتهي معا”.