الطيب صالح وجوميرا رون
هل مات أبو الطيب المتنبئ في بوادي الكوفة وانقطعت سيرته وكف شعره عن الإرسال وخبا مثل لهب أضاء جمرة وانطفأ فصار بجدل هذه الحقيقة في غمار المجهولين؟
كلا فهو كل يوم يتجدد وفي كل لحظة يولد من نفسه مرة ثانية وكذا ستنسحب هذه الحالة على عاشقه الطيب صالح.
هكذا وجدت نفسي أمامه، الطيب صالح بكل الذيوع المستعر والفكرة اللاهبة، وجدت نفسي أمام سلاحه الفتاك «البساطة»!.
موعدي قد أزف مع جميرا رون المسؤولة عن مقعد السودان بمنظمة «هيومان رايتس ووتش» الأميركية التي كلفني الزميل الصديق معاوية حسن يس بإجراء حوار معها لمجلة الوسط اللندنية، وكانت قد قَدِمت لتوِّها من جنوب السودان. أوضحت عنوان رون للفاتح وكُنَّا جميعاً بعربته فأوصلني لمنزلها واقترح الطيب أن يجلسوا على مقهى يواجه منزل جوميرا ريثما أجري الحوار.
استقبلتني السيدة جوميرا وهي امرأة تقترب من خط الستين وتبدو على صفحات وجهها بعض «الكرمشة» ولا شيء يدل على أنوثتها غير أنها من «ذوات الثدي» بحكم الانتماء العضوي. وقبل أن ندخل في حوار أخبرتها بأن مجموعة تنتظرني بالمقهى فسألتني بفضول «الناشطات» في مضمار الشعار العالمي الصاعد «حقوق الإنسان» عنهم، فأخبرتها بأن أحدهم معروف وربما تكون قد سمعت به وعندما أيقنت بأنه الطيب صالح تبدّل وجه هذه الناشطة فازورّت تجاعيده وانسربت «كرمشته» وابتسمت ابتسامة مكنتني من رؤية طلاء ذهبي على أحد أضراسها وكانت تلك أول مرة أشاهد فيها ذهباً على فم أميركي!
اتجهت نحو غرفة نومها وعادت بهيئة أخرى ثم تناولت «موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» باللغة الإنجليزية واتجهت معي للمقهى وحين كان الطيب يوقِّع على صفحات الكتب «الأوتوغراف» كان وجهها يلوّن إرساله، و«طايَبها» الطيب بكلمات نابعة من قلب نزع الله عنه مكامن البغضاء، ثم عدنا لشقة الفاتح.
في اليوم التالي وبعد انقضاء ذلك التوهُّج ذهبت لمكتبها بمقر المنظمة، كان شكلها الستيني حاضراً وكانت التجاعيد سيدة موقف وجهها، وأثناء إجاباتها على أسئلتي كانت روائح أبخرة تلف أنفي.. الخواجات لا يحسنون السواك.. لو كنت ولياً عليهم لأمرتهم بالسواك عند كل «مؤامرة»!
(محمد محمد خير – صحيفة الوطن القطرية)
دا شنو يا محمد محمد خير ؟ الفقرة الاخيرة شينة عديل زي كأنك رفعت اصبعك وعورت بيهو عينك . كنت اتوقع غير ذلك .
ود حُمدخير فقد المنطق تب