احمد طه الصديق : الزهجانين بترضّوهم كيف؟!
> قال الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن، إنهم «يريدون جمع صف الحركة الإسلامية وإعادة الذين هم على الرصيف والزهجانين والغاضبين»، لكن في البدء لعل السؤال المهم هو من هم «الزهجانين والغاضبين»؟ هل الذين عزلوا من وظائف دستورية أو تنفيذية مهمة «عشان كدي حردوا وقعدوا على الرصيف» أم الذين همشوا أو أبعدوا من الوظائف ولكنهم لم يكونوا يستحقون ذلك؟ أم الذين ابتعدوا بطوعهم واختيارهم لإحساسهم بالإحباط من جراء إسقاطات التجربة الحالية ومآلاتها، من هنا فلا بد للحركة الإسلامية أن تفرز الكيمان قبل أن توجه دعوة جماعية لكل «الزهجانين والغاضبين» حتى تكون وحدة الشمل مبنية على أسس قيمية وليست عصبية انتماء سياسي، فالذين غضبوا «وحردوا وحرنوا» وابتعدوا بعد إقصائهم من سدة المسؤولية التنفيذية أو السياسية بسبب تجاوزات ما هم بلا شك ليسوا جديرين بالانتماء لحركة تحمل اسم الإسلام وتقول في دستورها وأدبياتها إنها تحمل همّ الدعوة إلى الإسلام، ثم لعل السؤال المهم أيضا ًهو هل حاسبت الحركة الإسلامية بعض منسوبيها الضالعين في تجاوزات مالية موثقة من المراجع العام أو قيمية مثبتة؟
> وهل أفضت المحاسبة إلى فصل أم عقوبة أدبية؟ وهل اعترضت على مبدأ تكليفهم بمهمة أخرى داخل منظومة الدولة الرسمية تنفيذياً أو سياسياً ولائياً أو مركزياً؟ هل لدى الحركة برنامج إصلاحي وتصحيحي لمسار الحكم مصحوب بالتفاصيل والجزئيات وليس العموميات الخجولة؟ هل للحركة الإسلامية رأي مؤثر في مسار الدولة اقتصاداً وسياسية وحرباً وسلاماً باعتبار أن الإنقاذ نفسها كما يقول أهلها إنها حياكة إسلامية للتنظيم وعرابها الراحل د. الترابي.
> ما هو رؤية الحركة الإسلامية وإسقاطها على الأرض حول عطالة الشباب وعدالة الفرص التشغيلية والانحراف السلوكي في المجتمع والخلل الإداري في ديوان الخدمة المدنية؟ صحيح أنها قضايا دولة حاكمة لكنها أيضاً الحركة الإسلامية تعتبر هي حارسة المشروع كما يقول الإسلاميون، ولهذا في رأينا ينبغي أن تمثل الحركة البرلمان ولجنة المراقبة والمحاسبة في ذات الوقت دون أن تحدث تقاطعات حادة في القرار الرسمي.
> ثم أيضاً السؤال المهم هو حتى لو عاد «الحردانين» إلى صفوف الحركة دون إحداث حراك إصلاحي داخلها وداخل منظومة الدولة، هل سيمثل ذلك أهمية لصالح حركة التثوير المنشودة في الدولة أو الحزب، وهل سيجني ثمار ذلك المجتمع؟
> ثم ما هو موقف الشورى داخل الحركة الإسلامية في اجتماعتها وقراراتها وانتخاباتها؟ هل استطاعت أن تخرج من شرنقة القيادة الكاريزمية في عهد الشيخ الراحل؟ ثم من حياكة قلة تمتلك الآليات وتحرك الخيوط بعد المفاصلة؟
> ولا شك أن أية دعوة للعناصر المخلصة التي ابتعدت طوعاً من الحركة «زهجانين وغضبانين» لا يمكن أن تثمر ما لم تتزامن معها حركة إصلاح شاملة، ليس فقط داخل منظومة الحركة الإسلامية وحدها، بل في داخل هياكل الدولة التنفيذية والسياسية، إذ أن هؤلاء الغاضبين والواقفين على الرصيف «المخلصين طبعاً» ليست قضيتهم فقط تنظيمية، لكنها مواقف تتعلق بأشواق وآمال وتطلعات حول مشروع دولة هدفها المعلن هو استبطانه قولاً وفعلاً.
> آخيراً يا شيخ الزبير «الحردانين كدي خلوهم شوفوا لينا نحن ماشين إلى وين وهل سنصل الميس ولا في مفترق الطرق ثم ما هو زاد الرحلة لتحقيق تلك التطلعات وأين توجد المطبات وكيف تزال؟ وأين تكمن الأشواك الظاهرة والمستترة وكيف تزاح من الطريق؟
تلك هي المعضلة فهل أنتم فاعلون؟!
احمد طه الصديق – (على الرصيف – صحيفة الإنتباهة)