صالح المسلّم : التوظيف الوهمي
كم مرة قرأنا عن إعلانات وظائف هنا وهناك؟ وكم مرة قرأنا واطلعنا على مؤتمرات، ومنتديات، وملتقيات للتوظيف في الشرق والغرب؟ وكم مرة ذهب العشرات من الإخوة والأخوات إلى منصات التوظيف وتقديم الطلبات لتقديم “سيرهم الذاتية”، التي تجد مكانها في “سلة المهملات..”؟
أسئلة تمر علينا في كل شهر، بل كل يوم، والنتيجة صفر..!!
لا توظيف، ولا حلول للبطالة، ولا خطط استراتيجية للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.
• دعوني أذكر لكم شيئًا ومعلومات خطيرة جدًّا، وربما تشاركونني بها، بل إنني أجزم بمدى مشاركتكم وتوافقكم معي:
كم عدد الخريجين والخريجات في السعودية؟ وكم عدد المسجلين في “برنامج جدارة”؟ وكم عدد المنتظرين للتوظيف في القطاع الخاص وغيره..؟
أرقام مهولة، تتجاوز المليون ونصف المليون، ومع الأسف غالبية هؤلاء يحملون شهادات ودورات مميزة..
• السؤال المنطقي الذي أتمنى أن أجد عليه الإجابة من المسؤولين: هذه الأعداد أليست قنابل موقوتة، يمكن أن تنفجر يومًا ما..؟ أليست هذه الأعداد المهولة طاقات مهدرة، لم يستفد منها الوطن..؟؟ أليست هذه الأعداد المهولة من أبنائنا وجلدتنا، ويعيشون بيننا، ودرسوا وتعلموا لينتفع بهم الوطن..؟؟
• سأنتقل إلى الشق الآخر: كم عدد الأجانب الذين يتربعون على وظائف في البلد؟ وكم هي المبالغ التي تحوَّل سنويًّا خارج البلد؟.. أليست أموالاً من حق الوطن واستثمارات الوطن وأبناء الوطن..؟!
حين تنظر إلى “التوظيف الوهمي” تقول: متى؟ ومَن المسؤول؟..
وحين تنظر إلى الحلول تقول “يا جماعة الخير، ترى ملينا من التنظير، والتسويف.. وهذه الحلول والتنظيرات عفا عليها الدهر.. والناس لم تعد كما كانت سابقًا تصدق، ما تريده هو الفعل وليس القول، لا تريد تنظير ومؤتمرًا وأعمالاً للظهور الإعلامي فقط.. تريد نتائج..”!
• الأعداد تتزايد، والأرقام في ارتفاع، ونسبة البطالة عندنا ــ مع الأسف ـــ تزداد عامًا بعد عام، والحلول لا ترتقي إلى 1 % من المأمول والمطلوب..!
• الوطن بحاجة إلى المخلصين، وإلى الحلول الصادقة، وإلى تكاتف الجميع للقضاء على هذه الآفة الخطيرة..!
(صحيفة سبق)