مقالات متنوعة

هناء إبراهيم : حقارتك مــــاركة

بعض الحقارات التي شهدها العالم العربي، أنتجت جمالاً فنياً راقياً، لولا شهادة الميلاد وتحليل الـ(دي أن إيه) لما صدقت أن هذا الجمال ابن شرعي للحقارة..
إذ إن حقارة هؤلاء صنعت لوحات فنية قمة البهاء، فمن ضمن أحلى عشرة حقارين مروا على الساحة الغنائية..
أولئك الذين (قالوا ما سمعوك تسألن عني) في رائعة ثنائي العاصمة (ناس قراب منك عرفو سر حزني بسألن عنك قالوا ما سمعوك تسألن عني)
الغايظني إنهم قراب منك..
وعلى رأي الجميل “السني الضوي” لولا حقارتهم تلك لما اكتسبت الأغنية ذلك الاختلاف والموضوع الشعري الجديد..
كمان حقارة تلك التي قالت (لا لقليب رهيف ما أظنو لا لا بيحملا) في جميلة “عبد العزيز المبارك”..
ومن تقول لا لفنان، فإن هذه الـ لا تترجم فناً..
لذا فهي حقارة جميلة جداً، كتر خيرها وبارك الله فيها.
وحقارة زهرة السوسن عندما قال ليها (طلي) قالت (لا لا في الربيع أحسن) زي لما تقول لزول أقعد شوية ويقول ليك بجيكم مرة تانية.
ولكنها لم تأت (الربيع أهو فات وانتي ما جيتي حزنت الساحات جرحى صحيتي)
الربيع جاء ومشى، وهي لم توفِ بالجية
و(مكسراني) جداً إفادتها العاطفية في هذا الشأن، كونها نسيته وقالت له لم أنساك يا روحي..
يا النسيتينا وقلتي ما نسيتي..
عسل ياخ..
ومن مؤسسي الحقارة في الشرق الأوسط ذلك الذي داب حباً في “يارا” وحينما تأثرت بحبه وأحبته ذهبت تسأله إن كان يحبها، جاء الرد صادماً للغاية..
تقول يارا:
من كتر قلبو ما داب ودق
أنا قلبي حنّ كمان ورقّ
ولقيتني رايحة اسألو
بتحبني؟ قام قال لي لا
اتفرجتوا؟ً!
كمان قام.. الموضوع فيهو قومة..
لو كانت حبوبة جيرانا مكانها لقالت له (الـ لواية الـ تلوي حنكك)..
أعتقد ذلك..
ومع ذلك يصنف ضمن أحلى عشرة حقارين..
وحقار بعيد الدار الـ جميل جداً لكن غدار..
حقارين من نسوا أحباءهم الشعراء فتسببوا في أروع أغنيات النسيان والهجر والشجن والدموع والبكاء..
وأجملهم على الإطلاق وأحلاهم حقارةً، تلك العزيزة التي لم تكن تسأل عن ظروف الزول الجميل “سعدالدين إبراهيم”..
والحمد لله أنها لم تكن تسأل..
ولأنها لم تسأل صارت عزيزة علينا كلنا..
لو أنها سألت لكان الغناء السوداني خالياً من العزيزة..
حقارة عزيزة شديد.
حقارتك ماركة أيتها العزيزة..
وحقار القطار المرا وفيهو مرا حبيبي..
ويبقى لأي حاجة (ما حلوة) جانب (حلو) لو قررنا نشوفو..
أقول قولي هذا، حقارة كدا
وعموماً يا نسيني كلياً: إن شاء الله الحقارة تطير
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: شكيتك وخليتك
ودايرة أسألك سؤال واقف لي هنا: منو الحماك الجية
و………
يا الهجروك عليا
لدواعٍ في بالي
هناء إبراهيم – (فوق رأي- صحيفة المجهر السياسي)