أسامة عبد الماجد : نهاية مهلة
٭ طرفة ماسخة تتناول عدم احترام الزمن والتقيد بالمواعيد تقول إن أحدهم يضرب موعداً مع أخر، و يقول له ( نلتقي عند السابعة مساء، وأنتظرني حتى الثامنة، وعند التاسعة لو لم أحضر إذهب).
٭ تذكرت مسألة المواعيد واليوم الإثنين ينتهي أجل التوقيع على خارطة طريق حول الحوار الوطني ووقف الحرب، دفعت بها الوساطة الأفريقية بأديس أبابا، الإثنين الماضي ووقعت عليها الحكومة منفردة، مع رئيس الآلية الأفريقية ثابو أمبيكي. بينما تمنعت المعارضة ممثله في الحركة الشعبية ـ شمال، وحركتا العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم والتحرير برئاسة مني مناوي، فضلاً عن حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي.
٭ وأوضح أن المهلة كانت حديثاً في الهواء لا أكثر، وهي في تقديري إختباراً حقيقياً للوساطة نفسها، فالإمهال أكذوبة كبري إنطلت في وقت سابق على الحكومة إبان مفاوضات أبوجا في العام 2006 عندما أشيع أن عقوبات تنتظر الرافضين.
٭ ومع أن الوساطة لم ترفع العصا في وجه الحركات المسلحة وحزب الأمة، إلا أنه لم يتضح بعد كيف ستتعامل مع قرار التمنع، بينما الحكومة (حددت الأمر ) مع الوساطة وقام رئيس وفدها أبراهيم محمود بالتوقيع.
٭ إذا تجاوزنا حزب الامة والمعروف أن زعيمه يعشق تسلق جبلي (التردد) و (التراجع) منذ عشرات السنوات – كان المهدي الأقرب للتوقيع إلا أنه تراجع عقب إجتماع جمعه بقادة الحركات – فإن الحركات تستثمر في إهدار الزمن.
٭ دون شك الأوضاع على الأرض ليست في مصلحة الحركات ، فـ (العدل والمساواة) كانت معركة (قوز دنقو) قاصمة الظهر بالنسبة لها، وهي في مفترق طرق بين البقاء في الجنوب وهاجس العودة لدارفور، بينما قوات مناوي تعيش حالة (زنقة ..زنقة) في ليبيا. أما قطاع الشمال ففصل الصيف ليس في مصلحته.
٭ مهم التعرف على الطريقة التي ستفكر بها الحكومة في الفترة المقبلة رغم أنها خلقت حالة من التشويش عندما خلطت منبر المنطقتين مع مفاوضات دارفور، والذي زاد المشهد إرتباكاً حجز حزب الامة مقعداً له داخل غرف التفاوض، وبالتالي هي مطالبة – أي الحكومة – بتبديد حالة الإلتباس تلك.. وربما سنحت لها الفرصة بتنصل المعارضين عن التوقيع على خارطة الطريق.
٭ أمام الحكومة فرصتان بإمكانها استثمارهما إعتباراً من اليوم وهي التحرك على مسارين في وقت واحد الأول هو فرض لغة السلاح كي تقوي من موقفها، حتى لو عاد الجميع للتفاوض، والمسار الثاني طرق أبواب الدبلوماسية.
٭ حال فتحت الحكومة باب الدبلوسية ستجد أول من يطرق الباب هي الولايات المتحدة التي تعهدت بالعمل على تشجيع الحركات للموافقة على قبول خارطة الطريق الأفريقية، وإن كانت واشنطن (مابتتقبض من لسانها).
٭ ومهما يكن من أمر فإن الكرة حتى اللحظة في ملعب الحكومة ، لكن بعض المسؤولين يفكرون مثل لاعبي كرة القدم.