معاوية الجاك : الكرة في ملعب الحزب الحاكم
* قبل سنوات أولت حكومة الإنقاذ الرياضة بصورة كبيرة وأظهرت إهتماماً ملحوظاً بها ونستدل بتعيين الأخ جمال الوالي رئيساً لنادي المريخ ودعمه بصورة واضحة.
* وإهتمام أهل الإنقاذ بالرياضة وكرة القدم تحديداً لم يأتِ عن فراغ وإنما لقناعة ترسخت لدى قادتها بالأثر الكبير للوسط الرياضي وتأثيره المباشر على المجتمع وفي أن المجتمع السوداني أصبح مجتمعاً رياضياً يهتم بكرة القدم خاصة وأن ناديي المريخ والهلال يشكلان قوة ضاربة بجماهيريتهما العاتية والممتدة حتى خارج السودان
* والإنقاذ تخطط لوجودها وسط المجتمع السوداني بصورة عامة وإستقطاب العدد الأكبر من المجتمع الرياضي فكان لها ما أرادت وأتى إهتمامها بكرة القدم تحديداً أُكله المثمر
* بخلاف كرة القدم جاء إهتمام الإنقاذ ببقية المناشط فإمتدالإهتمام إلى مختلف المناشط ودفعت الإنقاذ بكوادرها لقيادة إتحادات المناشط الأخرى فظللنا نتابع السيطرة شبه المطلقة لقيادت الدولة على مختلف المناشط
* وحتى على مستوى الإتحاد العام السوداني لكرة القدم جاء إهتمام الدولة به واضحاً بصورة أكبر وعلى المكشوف فكان السيطرة عليه من خلال كوادر موالية (معتصم جعفر مثال) وحتى غير الموالين يمكن القول إنهم (مأموني الجانب) حتى وإن كانوا من تنظيمات سياسية أخرى لأن هناك سياسة تقاطعات مصالح
* وصل إهتمام الحزب الحاكم بالرياضة مرحلة تكوين ما يسمى بدائرة الشباب والرياضة بالمؤتمر الوطني والتي تهتم كثيرًا بالأمور الرياضية وتتدخل بصورة مباشرة في تعيينات مجالس الأندية خاصة الناديين الكبيرين المريخ والهلال
* مما تقدم يمكنا القول إن خطوة الإنقاذ تلك كانت تشكل قمة في الذكاء وإستقطبت لها أنصار ومؤيدين لأن هناك أنصار لكرة القدم يعشقون من يقدم لهم مثل الوالي فكان تأييدهم للإنقاذ من فرط إعجابهم بشخصية الوالي وما قدمه من عطاء للمريخ
* قبل حوالي خمسة أشهر تم تعيين لجنة تسيير لإدارة نادي المريخ برئاسة الباشمهدس أسامة ونسي ومعروف إنتماءه للحزب الحاكم وبصورة منظمة ولكن الرجل قدم نموذجاً مغايراً لما قدمه الوالي في السابق وكليهما ينتمي للحزب الحاكم
* تجربة ونسي في المريخ وعدم دعمه كما حدث للوالي سابقاً قاد إلى تراجع المتعاطفين مع الحزب الحاكم وسط أنصار المريخ لأنهم يعتقدون أن إهمالاً واضحاً قد لحق بالمريخ بتعيين لجنة تسيير دون تقديم الدعم المالي اللازم لها من الجهات الرسمية مما تضرر منه المريخ بصورة كبيرة
* وليست في مصلحة الحزب الحاكم فقدان التعاطف الذي كان يتمتع به في السابق وسط أنصار المريخ الذين يقدرون بنصف الشعب السوداني
* مما تقدم نكتشف أن تعيين ونسي أثر بصورة كبيرة على شعبية المتعاطفين مع الحزب الحاكم وخصم كثيراً من رصيدها السابق وسط الرياضيين وإهتمامها بالرياضة وتحديدًا كرة القدم
* الآن المريخ يعاني كثيرًا بوجود ونسي على قمة الهرم الإداري بلا مقومات وبلا دعم وبلا رؤية إدارية واضحة هناك جزئية مهمة نلفت لها أنظار من سموا ونسي رئيساً للجنة التسيير المريخية وهي أن أنصار المريخ على قناعة مطلقة أن الحزب الحاكم لا يهتم بالمريخ رغم مشاركته في منافسة خارجية بإسم الوطن والآن المشاكل المالية تحاصر المريخ من كل الإتجاهات وونسي عاجز تماماً عن تسيير الأمور وأمة المريخ تعيش على أعصابها والفريق مواجهة بمباراتين مهمتين أمام وفاق سطيف الجزائري بعد أيام وحال فشل الفريق في عبور خصمه فهذا يعني إنهيار كل ما أسسه الحزب الحاكم وسط القبيلة المريخية سابقاً
* تجربة ونسي يمكن دمغها بالفاشلة وهذا الفشل يتضرر منه الحزب الحاكم لأن رئيس لجنة التسيير المريخية ينتمي له وتم إختياره بواسطة أمانة الرياضة بالحزب الحاكم وهذا يقدح في إختيارات أمانة الرياضة مستقبلاً.
* خلاصة حديثنا أن الحزب الحاكم أمام خيار واحد حتى يستعيد أراضيه وسط أنصار المريخ وهو دعم لجنة ونسي دعماً معتبراً يواجه به متطلبات فريق مشارك في البطولة الأفريقية الأولى بدلاً من الفُرجة عليه ليقاتل دون سلاح.
توقيعات متفرقة
* ونسي يقدم حزبه على المريخ والدليل إجتهاده المستمر لإيجاد مبررات لعدم دعمه منذ تعيينه.. وأنصار المريخ يهمها فريقها قبل كل شيء
* الكرة الآن في ملعب المؤتمر الوطني ليتدخل لحل الأزمة المالية داخل نادي المريخ ومد يد العون لأسامة ونسي ممثله كرئيس للمريخ
* ما زالت الفرصة مواتية لتصحيح الخطأ الذي إرتكبته أمانة الرياضة بإختيار ونسي رئيساً للمريخ وهو لا يملك القدرة المالية لتسيير الأمور
* أهل المريخ حريصون على تواجد فريقهم في قلب البطولة الأفريقية ولكن ما نعايشه من أزمة مالية ربما قصف به خارج أسوار المنافسة وحينها سيعاني ونسي كثيراً من النقد العنيف لأنه أصر في البقاء بلا مقومات ومعينات كافية
* هل سيشرك مازدا ذات العناصر التي شاركت في أبيدجان أم سيمتلك الشجاعة ويبعد كاريكا وراجي عبد العاطي وعبد اللطيف بوي
* نستبعد أن يتحلى مازدا بالشجاعة لأنه عودنا على المجاملة منذ تعيينه مشرفاً على المنتخب الوطني حيث ظل يحرص على مجاملة لاعبين بعينهم ولا ندري سبباً لخوف مازدا وإصراره على إشراك أمثال كاريكا البعيد عن مستواه مع فريقه منذ الموسم السابق
* لن يحقق منتخبنا نتيجة إيجابية والحديث عن ظهوره بمستوى جيد في مباراة أبيدجان أمر مضحك لأن الفريق في النهاية خسر بهدف وكان يمكن أن يخسر بثلاثية كما عودنا مازدا لأن الأمور متروكة للصُدف وليس المنطق.