ابراهيم دقش : “أردنة” الامتحانات
كل ما قالته الأخت العزيزة الأستاذة “سعاد عبد الرازق” وزيرة التربية والتعليم الاتحادية إن طلاباً أجانب “غشوا” في امتحانات الشهادة السودانية، ونفت وجود حالة “غش” من الطلاب السودانيين.. لكننا في بلد فضاءاته مفتوحة “فايبرات وواتسابات وفيسات وتويترات” ومجالسه تتغذى بالشائعة وتتناول الشمارات، فقيل إن امتحانات الشهادة سيعيدونه من الأول، وقيل إن غش “الأرادنة” انحصر في نقل امتحانات السنة الماضية، وليس له علاقة بامتحانات هذا العام… وفي هذا الخضم اختارت وزارة التربية والتعليم الصمت، باعتباره فضيلة، ولم نسمع سوى أن وكيل الوزارة ومدير الامتحانات قد استدعتهما الشرطة لسماع أقوالها وهذه نفسها “ظاهرة” غريبة… فما معنى استدعاء وكيل الوزارة فيما مدير الامتحانات هو المسؤول وصاحب الشأن؟؟ وفي الأردن الدنيا “مقلوبة” وأثيرت في البرلمان بغضبة “مضرية”.. ولعلمكم ليست هذه أول “حادثة” سالبة تجمع الأردن بالسودان، فقد سبق لسفير لنا هناك أن كتب للحكومة هنا بأن لغطاً يدور حول بلادنا في الديار تلكم بأن بعض الفلسطينيين يحملون مؤهلات عليا سودانية “مش ولابد” أو مشكوك فيها وغضبت الحكومة لأنها عدّت ما نقله السفير ما هو إلا امتداد لدعاوى تشويه سمعة السودان تقوم بها “الثورة المضادة” في الخارج، وبالتالي تعرض السفير إلى ما لا تحمد عقباه في الوقت الذي رفع عضو برلماني أردني ورقة قال إنها تحتوي على عشرة أسماء يحمل أصحابها شهادات “مضروبة” من السودان.. وهذا للتذكير فقط إن كانت ذاكرتنا بذلك الضعف المخيف!
أما عندنا في السودان، فإبان عهد مايو تم تسريب ورقة امتحان، وأثبتت التحقيقات أن عاملاً في مطبعة دار النشر التربوي “مكتب النشر سابقاً” قد “طبع” الأسئلة على “فانلته” الداخلية وبذلك لم يتم اكتشافه لأن تفتيشاً دقيقاً كان يجري عند الدخول والخروج من المطبعة.. وتم إلغاء ورقة الامتحان المسربة وإعادتها خلال أسبوع واحد ولم نسمع أن وكيل الوزارة وقتها قد استدعته المحكمة أو الشرطة بشأن قضية ذلك العامل وإنما اكتفت بسكرتير الامتحانات.
وقياساً على ذلك، لو كنت مكان د. “السر الشيخ” وكيل وزارة التربية والتعليم الاتحادية لامتنعت!!