أ.د. معز عمر بخيت

عندما تنمو امرأة على شوطيء الخليج


تنمو امرأة على شوطيء الخليج يرضع النيل من صدرها خطاً استوائياً ومداراً من حنين. هي فتح الليل إذا استوى عنقود العنب بصدرها وأنبت البحر موجة عذراء وشاطئاً من عقيق.

للزمن بخطوها إيقاع المسافات الملونة بالشبق والنجوى تهمس للقرب منها أن ينأى عن وعد الحدوث، فما أبرق الليل صمتاً إذا اكتسى بالشوق نبض الأغنيات المحملة بالهمس وعجز اللغة عن الدوران عكس عقارب الهطول.
إنه الوجد المشبع بالآهات المزمعة على التربع بنفس الصاعقة والغيم يسقط آخر الأشجان ألقاً وكبرياء.

بساقيها يمضي الوقت على قطار الإنتظار وبعينيها يهمس المدى لرحيل يوشك ان يجيء بصقيع الوعد الممهور بالنشوة كلما تمدد الفتح بجبينها وأشبع النهار كفيها سمرة والغروب ضياءً والبقاء سجعاً لا يبارح الأسى حين ينتحب السقوط.
إني أصعد بمقلتيها حتى آواخر الليل على نفسها الطويل، وبين البارحة والغد يلتحم الشوق بدمع الأصيل ويستقي الشفق وشائج النوى والبيت مطلعي الأخير عند حاسة اللجوء لفيضها العذب وحد الإرتواء حين يستطيع إليها يقيناً ورجاء.

وعلى الخليج يطلع النهار من جناته العليا ويسقي فوديها شعاعاً ملوناً بالعطر الشرقي وبخار الإلفة يتلوى طرباُ عند فاجعة التلاقي ومرايا الإنشطار تستبق الحلم أنى يلوح له بالعبق، وابنة النيل تشرع الطريق بين خارطة الحدوث واستئذان الشطين أن يفتحا زاوية للضوء تولج الليل في البكاء، وتخرج النهار من عشق القادمين فتحاً نبيلاً وجسداً حريرياً وأبناءً قادمين..

مدخل للخروج:
تذكرى بأننا سنستفيق
والملاذ في العبور
من نجيمة ٍ وضيئة ٍ
إليك أصعب الطُرق..
وأن فى العميق لوعة ً
تصاحب الخروج
في صباح عودة الخريف
للتساقط الشتاء والورق ْ
فودّعى غيوم صمتك الطويل
واحملي مرافىء الرحيل
من ظهيرة المساء لانتفاضة الشفق ْ
وعلّمي الشعوب حبنا
واجعلي توافقى إليك نجمة ً وبرق ْ
إليك ما اتفق ْ
سوى نضالي الدؤوب
في تدافع الغروب
واتكاء عشقي القديم
في حوائط الأرق
وكل ما حملت فى دمي
قد كان منك روعة ً
ودمعة ً و زهرة ً من الهوى
و مُفترق ْ
وليس في الحياة
غير وعدك الكريم
يرسم الحدود شتلة ً
تمددت غصونها
حرائرا ً من الورود و الصفق
فاقبلي خطابي الأخير
ما حملت غيره
إليك رغم جرحي العميق
رغم عودة الحريق
بالرحيق والعبق ..
على المدى تمددت ظلال ثورة الضياع
همسة ً من الصراع
قطرة ًمن العرق
فاختمي قصيدتي بأول الدعاء
وابرقي مسارح البقاء ما خفق
بأضلعي إليك غير ما حملته
من الوعود صادقا ً
وبانيا على وسائد الفضاء مسكني
فموطني
على خرائط السماء
قد تداعى واحترق.

(ارشيف الكاتب)