هناء إبراهيم : عاصمة شعرها وضواحيه
ضمن استخداماتي الأخرى لدى العزيزة حبوبة جيرانا أُعدّ (مرايا خاصة بسعادتها)، لذا سألتني ذات جرسة عن حال وأحوال الشيب ذلك الشعر الأبيض الأنيق وعن تشرده بعاصمة شعرها وضواحيه.
أخبرتها وقتها أن الشيب بلغ مبلغاً عظيماً وأن أعداده ربما فاقت عدد ذكر الشيوخ داخل أغاني البنات القديمة.
كان الشيخ أحد أهم (المُتسنتِرِين) الأساسيين داخل أغلبمائة الأغاني بناء على فهم من ألفتها أو من زادتها شيخ.
فتجد (جاياك يا أب شرا)
و(يابا الشيخ الهندي مسكننك في شندي)
وفيما قالوا (يابا الشيخ الطيب أكتب لي حجيب ود الناس غريب) بتصغير حجاب وغريب.
حتى في أغاني الاعتماد على الذات كان الشيوخ حاضرين.
فحين قالت بلحن حنين وباكٍ (يمة الزول أنا براي بجيب الزول)
قالت في الكوبليه الذي يليه مباشرة
(يمة زوري لي شيخوك الستة).
اتفرجتوا؟!
بتجيبوا براها وأمها تزور ليها، دي كيف أنا ما فهمتها.
وأمها ما شاء الله عاملة توكيل شيوخ..
ستة وهيك..
وفي نهمي الشيوخ هناك (يا اب شرا إن شاء الله راجل مرا)
وفي علم الاطمئنان الشعبي (يا أبويا يا السني والسني طمني)
ثم أضافت:
يا أخواتي ما مني..
أنا.
دا البريدو جنني..
هنا.
وأشارت إلى قلبها
عشرات الأغاني التي تمت فيها الاستعانة بالشيخ “ود بدُر” والشيخ “ود حسونة” والشيخ “الحفيان” وجميع شيوخ الأمة السودانية.
لذلك يا جوجو جيرانا ربما اتضح لك الصوت واكتملت عندك الصورة..
أقول قولي هذا من باب الرصد والمتابعة.
حيث إن عدد مرات ذكر الشيوخ في أغاني البنات القديمة كاد أن يُعادل كلمة (حبيبي وعيوني) في أغاني العواطف العربية عبر العصور.
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: زُرت ليك قلبي ونهمت ليك عيوني
و…….
وما يقولوا كان قالوا
لدواعٍ في بالي