أ.د. معز عمر بخيت

واخترتك لي


واخترتك لي
من بين عيون الرؤيا والإصرار
من كل خيوط المطر النازف
والإعصار
من كل عَليِ
اخترتك ليِ ..
***
أن تصبح في إحساس الأمل الطالع
وحي الشارع والاسراء
أن تبقى فينا بحر روائع
فتح يولد في الأحياء
يا شارة بدء الألق
الصادر من أعماق الشمس
بكل زهاء
آفاق الحلم عليك وفاء
كن أو لا
لعيونك نبع اللقيا
فجر في الآفاق رحيق السقيا
رونق حب واسترخاء
سنعود إليك
وها ماضيك يسافر فيك
وأول ما في صحوك كان الماء
يا أجمل من دفقات النور
ومن أطياف الزمن
النائم خلف السور
وكل بهاء
يا وجهاً علم شكل البدر
معاني الفجر
وأشرق سحراً ثم أضاء
يا امرأة تغزل ضوء القمر
حريراً يسطع في العلياء
يا امرأة تقتل فينا الخوف
وتطلع همساً كالإيحاء
يا امرأة كانت نبض الشعر
وكانت فينا وحي اللحظة
كانت فينا بحر صفاء
من أي زمان أي مكان
أي خريف أي شتاء
قد جئت ربيعاً غمر الصيف
وحول وجه الدنيا
فصلاً آخر
حين أفاء
يا زهرة حب
ولدت عفواً في ذاكرتي
برقاً أومأ فوق سمائي
لحناً غرد في خيلاء
أدمنت السفر على رؤياك
وسقت الكون على يمناك
وبحت بحبك كل مساء
لم أستسلم للأجراس تبث حريقي
لم يختار الحزن طريقي
لم يتدفق في مقدرتي نهر بكاء
تاه بشط الغيم الوقت
ونام على عينيك الصمت
وعمق الحضرة والأصداء
إليك أكفّر من آثامي
وقت الشدة والرمضاء
عساي أطوق وجه الأرض
بزهر الألفة
صدراً ينفس بالصعداء
أحببتك
أدرك أن الغفو على ذكراك
حياة أخرى
والالهام سراب الخير الظامئ فينا
والأيام تدور بناء
ارْبىَ فيك رحيق الماضي
والمستقبل في آفاقي
همسة صدق في ضوضاء
تلغي فينا الحزن الساقي
نبع الوجد حنين مآقي
تنسج عصب الشوق دعاء
وأنت الآن بصدر زماني
عبق يرحل للأجواء
فرح جاش وضم مكاني
نجم عندي صار سماء
لك يا أجمل شيء جاء
احساسين من الايمان
وبسم الله من القرآن
وقنديلين وتل اباء
لك من فجر الخير غطاء
ومن ألوان الزمن ضياء
ومن إحساسي بالأشياء
لك إهداء
وبين حضورك والإصغاء
يطل الوطن بكل فضاء
ويبقى منك بريق رجاء
عشق يأتي ثم لقاء
عشق يأتي ثم لقاء