نجل الدين ادم : ولِمَ تغيير اسم منظمة الدعوة الإسلامية؟!
كانت وما تزال منظمة الدعوة الإسلامية هي من أنجح ثمار مبادرات السودان لتكوين تكتل إسلامي يعمل على توسيع ونشر الدعوة الإسلامية، وتقديم بعض الخدمات لشعوب أفريقيا التي تعيش ظلام التخلف والجوع والفقر، عمر مديد من العطاء لهذه المنظمة وهي تتجاوز الآن عمراً أكثر من (35) عاماً من الإنجاز الذي لا تخطئه عين.. لا أعرف لماذا قل اهتمام الصحافة بنشاط هذه المنظمة التي كانت في يوم من الأيام رافداً مهماً للأخبار للصحف السودانية والخارجية، وعبقرية نشاط هذه المنظمة التي تضم عدداً من الدول العربية تمدد في عمق أفريقيا وقد انتشر في (42) دولة أفريقية.
ظل السودان منذ التأسيس دولة المقر لهذه المنظمة التي أخرجت عدداً من شعوب أفريقيا من الضياع واللا دين إلى رحاب الإسلام بتعاليمه السمحة، فبنت المساجد ودور العبادة المختلفة والمدارس للناشئة.
اليوم تحتضن الخرطوم اجتماع مجلس أمناء المنظمة بمشاركة عدد من ممثلي الدول العربية والإسلامية، وقرأت عن رئيس مجلس أمناء منظمة سعادة المشير “عبد الرحمن محمد الحسن سوار الدهب” خلال مؤتمر صحفي، أول أمس (الاثنين)، عن اتجاه لتغيير اسم المنظمة في اجتماع مجلس الأمناء الذي سينعقد اليوم، مع تمسك المنظمة بالاستمرار في العمل الدعوي دون المساس بالجوانب السياسية في الدول.. لا أعرف لِمَ تغيير الاسم، لكن ربما لتلافي بعض مطبات الحصار والتصنيف وأرجو أن لا يكون هذا هو السبب طالما أن المغزى واضح، وعلى مجلس الأمناء أن لا يركن للضغوط، فطالما أن الأهداف قائمة فإنه ليس منطقياً أن نغير الاسم.. بأي حال من الأحوال ينبغي أن لا يتعجل المؤتمرون اليوم في هذا الإجراء قبل البحث والتمحيص فيه.
ما قامت به المنظمة من أدوار لا تخطئها العين، لكن بهذه الخطوة ستغيب عن الأنظار طالما اختفت المعالم.
الكثير من شعوب تلك الدول ما تزال بحاجة لدور هذه المنظمة الدولية، وأتمنى أن تعود إلى دولة جنوب السودان بعد أن توقفت مؤخراً بسبب الحرب الدائرة هناك، ونحن نعلم أن الثمار غير المنظورة ما تحقق من إنجاز للمنظمة في جنوب السودان إذ إن (30%) من الشعب الجنوبي باتوا مسلمين، حسبما أوضح رئيس مجلس أمناء المنظمة سعادة المشير “سوار الدهب”.
أخيراً.. أتمنى أن ينجح المؤتمرون في هذا اللقاء الذي سيلتئم اليوم بالخرطوم في الخروج بخارطة عمل طموحة للعمل خلال الفترة القادمة في دول أفريقيا، وأن يعبروا مرحلة هواجس التصنيف وغيره إلى ثقة تجعل المنظمة تعمل بذات قوة الدفع السابقة.. والله المستعان.