مقالات متنوعة

محمد وداعة : د. أمين حسن عمر .. و مذكرة العشرة !


الموسوعة الحرة (ويكيبيديا)، رصدت للدكتور أمين حسن عمر عدد (35) وظيفة، بدأت بوظيفة (ضابط علاقات عامة) في إحدى الشركات الخاصة، ومستشار صحفي للرئيس ووزير دولة بالإعلام ورئاسة التلفزيون، وانتهاءً برئاسة الوفد الحكومي لمفاوضات دارفور بدرجة وزير دولة برئاسة الجمهورية منذ 2009م وحتى الآن، د. أمين يلقي باللائمة على علاقته بدكتور الترابي زاعماً أنها السبب في إبعاده عن الوزارة، يقول د. أمين (أبعدت من الوزارة بسبب علاقتي مع شيخ حسن، كنت حينها وزير دولة بوزارة الإعلام، وكنت أزوره، وصنفت بأني من المقربين من شيخ حسن، رغم علمهم بأني من أوائل الأشخاص الذين ناقشوا شيخ حسن في آرائه عبر مذكرة العشرة التي لم نوقع عليها بعد ذلك، لأننا شعرنا بأنها ستحدث مشكلة.. إخواننا الآخرون رغم أنهم كانوا صادقين لكنهم لم يعتقدوا أنها ستسبب مشكلة، وستمر بطريقة عادية لوجود ليبرالية في التنظيم، ومن يعتقد أن هناك شيئاً خطأ في الحزب يقوله)، ويضيف (شيخ حسن كان رأيه حسناً في الناس الذين ابتدروا المذكرة، وقال لي بالحرف إن سيد الخطيب وعلي كرتي مخلصان وما عندهم مشكلة وهما ليسا متآمرين، لكنه شعر بأن الآخرين متأمرون ).
وعن علاقته بالترابي قال: (هناك فرق بين أن تكِن لشخص مودة وتقديراً واتصالاً فكرياً معه وبين أن تكون نسخة منه، نحن نتفق مع الترابي ونختلف معه كما ذكرت سابقاً، لكن في كل الأحوال نحترم مداخلاته وأفكاره، لكن لعلمك نحن اختلفنا سياسياً مع الترابي قبل ظهور مذكرة العشرة، وهذه المذكرة كانت امتداداً طبيعياً لحوارات خلافية مع الترابي، أذكر مرة أننا اجتمعنا في منزل يس عمر الإمام وناقشنا الترابي نقاشاً حاداً حتى خسر الجولة، والمرة الثانية اجتمعنا به في منزل علي كرتي ثم اجتمعنا به في هيئة الأعمال الفكرية وتناقشنا، وكان بعض الإخوان يرون أنه لا بد من إعداد مذكرة في هذا الخصوص، بينما رأينا أنا والمحبوب عبد السلام أن نتحاور مع الدكتور الترابي بدلاً عن المذكرة لأنه رجل مستفز، لكنْ إخواننا الآخرين كانوا غاضبين لأن الترابي وفي آخر مرة كنا جالسين معه في منزل علي كرتي جاء وقال لهم “إنتو جالسين هنا ومندسين كده ليه؟ أطلعوا فوق فوق” سيد الخطيب وعلي كرتي قدرا بأن الترابي أذن لنا بأن نطلع فوق، ولعلمك كان المحبوب من الناقدين.فنحن ناقدون ولسنا ناقمين هناك فرق بين الاثنين، كنا ناقدين، لكن كانت هناك مودة مع الشيخ حسن لذلك لم نكن نرى أن المذكرة مناسبة، نحن كنا نعلم أنها ستستفزه ولعلمك فقد كنت حينها وزير دولة وعندما رفعت المذكرة التقيت الترابي فقد كان لنا معه لقاء أسبوعي وشرحت له بأننا صرحنا بآرائنا لكننا لا نرى أن قضية المذكرات ستفيد بشيء، بل العكس قد تؤدي لانشقاق، رغم أن المذكرة في مضمونها ليس فيها شيء، فالمذكرة ليس فيها أن لا يكون الترابي رقم واحد ولكنها فسرت في إطار شيء ما.والله لا أحد يتوقع الخير من الشر في الدنيا، المذكرة ليس لها كل هذا الوزن في الأزمة كما يعتقد الناس، المذكرة مظهر من مظاهر الأزمة، ولذلك لو لم تكن هناك مذكرة لظهر شيء آخر، لأن المشكلة تتلخص في شعور طرف من الأطراف بأنه يراد له التهميش ويلعب دوراً إلحاقياً في مركز ما، الرئيس والمجموعة التنفيذية كانوا يعتقدون أن الترابي يريدهم أن يكونوا ملحقين بمركز وهو يمثل هذا المركز، بينما كان شعور الترابي بأنهم يعملون على إقصائه ويحولونه لمجرد راعي مثل راعي الختمية.
الغريب أن المذكرة بررت لنفسها بأن الحركة تقف في مفترق طرق وتمضي المذكرة في وصف حال الحركة الإسلامية (بانعدام المرونة الشورية وقلة فاعلية القيادة العليا بسبب ترهل وتعدد المنابر القيادية وغموض العلاقة بين الحركة والدولة)، وانطلاقاً من ذلك طالبت المذكرة بإعادة هيلة القطاع القيادي، واحتوت المذكرة على تعديلات على النظام الأساسي، كانت النتيجة أن من وافقوا على التعديلات أصبحوا في القصر ومن رفضوها الى المنشية.
د. أمين وحده يستطيع تقديم تفسيرات (لتهوينه) شأن مذكرة العشرة وما تمخض عنها من قرارات في الرابع من رمضان، تنوير للأجهزة الأمنية، وضع الاستعداد إلى (100%)، إعلان الطوارئ، حل المجلس الوطني ومنع رئيسه د. الترابي من الدخول، حل المكتب القيادي، وعشرات القرارات والتوجيهات غير المعلنة، د. أمين في مقابلة منشور له في 2009م قال (اتفقنا أنا وسيد الخطيب والأخ المحبوب عبدالسلام وآخرون على إعداد مذكرة للدكتور الترابي، بعد فشل جلستين للحوار مع شيخ حسن) وكان تقدير سيد الخطيب وعلي كرتي أننا إذا رفعنا المذكرة للترابي سيتجاهلها، وعليه نرفعها لمجلس الشورى الذي يرأسه رئيس الجمهوريية.. نواصل مع د. أمين