محمد عبد الماجد

الغش في الشهادة أم في الوزارة؟


(1)
> الكثير من الأحداث تحدث في السودان، ثم ننتظر من بعد وكالات الأنباء العالمية والصحف الدولية لمعرفة الحقيقة.
> كل البيانات التي تصدر للتوضيح من الجهات المسؤولة، لا تبرح منطقة (الأوضاع مستقرة)، او(السلطات مسيطرة تماماً على الأوضاع).
> وإن تبرج البيان الحكومي أكثر من ذلك، دعا الى توخي الحيطة والحذر.
> لو تعاملت السلطات مع الأوضاع بأمانة وشفافية وصراحة، لأغلقت منافذ الاجتهادات والشائعات تماماً.
> هذا التكتم الذي تتعامل به السلطات مع الأحداث، هو الذي يولّد كل هذه (اليرقات) من القيل والقال.
> وزارة التربية والتعليم، فقدت أركانها كلها «تربيتها وتعليمها»، في التعامل مع أحداث (الغش) التي حدثت في امتحانات الشهادة الثانوية، إذا اعتمدنا ذلك (التدليل) الذي تعاملت معه الوزارة مع الحدث فجعلته (غشاً) أدخلت بسببه أكثر من «117» مصرياً وأردنياً للمعتقل بتهمة قالت عنها الوزارة إنها غش في الامتحانات.
> أخشى أن يكون (الغش) في هذا التصريح بعد صمت الوزارة الطويل.
> الصمت الذي أدخل امتحانات الشهادة الثانوية وهي منطقة عزة وكرامة الى الشبهات.
> وزارة التربية والتعليم في العام الماضي تعاملت باللين نفسه مع (المدرسة الوهمية) وقد خرجت الوزارة من القضية مثل الشعرة من العجين.
> هذا العام..(الغش) بلغ امتحانات الشهادة الثانوية.. لنُضرب في أهم موازيننا العلمية وقياساتنا المهنية.
> أعيدوا للشهادة الثانوية كرامتها، فهي من شرف الطالب السوداني ومن سمات الشخصية العلمية في السودان.
(2)
> الإعلام المصري بكل شاكلاته، لا يستطيع أن يكتب حرفاً واحداً منتقداً للحكومة المصرية.
> اذا حدث حادث قطار في صعيد مصر راح ضحيته «750» مواطناً مصرياً بسبب الإهمال والتقصير لا يملك الإعلام المصري غير أن يحدثنا عن هذه الحادثة عن الظهور الأخير للراقصة صافيناز.
> لذلك يحاول الإعلام المصري أن يعوض ذلك النقص دائماً بهجمات منتظمة ومستمرة لما يحدث للمصريين في الخارج.
> يتركوا سياسة بسمارك الداخلية ويحدثوننا عن سياسته الخارجية.
> الإعلام المصري الآن (ينفش ريشه) كما اعتدنا منه في مثل هذه الأحداث من باب (التعويض)، غير مبالٍ بتجاوزات الطلاب المصريين لخرق الشهادة الثانوية لتدخل في زمرة الفلهوة المصرية المعروفة.
> في مصر كانت أحداث اللاجئين السودانيين في ميدان لبنان وميدان مصطفى محمود.
> وفي مصر كان الاعتداء الغاشم على السودانيين الذين حاولوا الدخول للأراضي الإسرائيلية ليُضربوا بالنيران كما (الفراخ).
> وفي مصر كانت الاعتقالات والتحقيقات والتعذيبات التي تعرض لها السودانيين الداخلين للأراضي المصرية من أجل العلاج بحجة توزيعهم للدولار عبر السوق الأسود.
> الآن تم ضبط طلاب مصريين في عملية تسريب أوراق الامتحانات السودانية او الغش فيها كما تقول الوزارة، ليخرج علينا الإعلام المصري بالإدانة الفورية للسودان.
> مثل هذا التجاوز لو حدث في مصر لتم العقاب في ميدان عام إن كان وقع من سودانيين.
> أما الإعلام الأردني، فهو يحسب أن الوطنية في الدفاع بغير حق عن (الأردني) بغض النظر عن القضية التي يُدان فيها.
(3)
> مع هذا وذاك.
> فإن الإدانة تبقى لوزارة التربية والتعليم التي تمهلت في تصريحاتها وتركت وسائل الإعلام تتحدث باسمها وكأن الأمر لا يعنيها في شيء.
> نحن نحتاج الى إعادة ترتيب (حروف النصب). فقد ثبت إننا نستعملها فقط في التجاوزات.
> لم يتبقَ لنا شيء.
> أبقوا على الشهادة السودانية كريمة وعظيمة.. ولا تشوهوا سمعتها بصمتكم هذا.
> لا نريد أن تلحق الشهادة السودانية بالجنيه السوداني لنتقبل العزاء في أعظم ما نملك!!.