مشعل الغانم : التائهون
على رزنامة التاريخ يجلس بعضهم يتحدث عن إرثه وإرث أسرته نحو العيش بحياة كريمة، وما قدمه أجداده للبلد من تضحية وفداء كي نصل لما وصلنا إليه..
هذه النوعية من البشر أسوأ من الطاعون أو السارس أو حتى الإيدز على المجتمع، هم قوم يريدوننا أن نسدد لهم فواتير تضحيات أجدادهم، وهم لا دخل لهم فيها، إلا بعض الصدف الجينية والاسم في البطاقة المدنية، فيقوم ابن وينستون تشرشل بالحديث عن أسرته التاريخية، ولم يفكر يوما واحدا بأن التضحية، أي تضحية من أجل وطنك لا تحتاج أن تمنّ بها عليه أو تذكره قط، فكل عمل من أجل وطنك، هو حق أصيل وواجب عليك بلا فخر!
والواضح للمتابع أن الجميع يبحث عما يفخر به ولو كان زورا وبهتانا، حتى يستطيع أن يجاري هذا التكوين المجتمعي الفاشل والقبيح..
أنا على يقين أن أغلب تاريخنا مزور، فلا عجب أن يكون حاضرنا مزيفا أكثر وأكثر، وكلي ألم على مستقبلنا ومن سيقرأه..
لذلك يجب أن يعرف جميع الناس أن الدول تقاس بعطاء أبنائها لها، وباستعدادهم من أجل أن يضحوا بالغالي والنفيس فداء لترابه، أما الحديث عن الماضي فلا يرجع الأندلس للمسلمين، وأصبحنا ندخلها بـ “الشنغن”.