مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : البطاطس «وقعت»!!


٭ آعياد الحصاد تقترن دائماً بالأهازيج وليالي الأفراح بعد نهاية الموسم.. يرتاح المزارعون ويغنون وينشدون بعد موسم حافا بالتعب والفلاتتحة و «المشقة»!
٭ من كد وجد ومن زوع حصد!! هذا المثل بمثابة قانون للعمل أو للزراعة ـ وهو صالح للتطبيق في كل مكان وزمان!
٭ عدا في ولاية نهر النيل وفي هذا الزمن!! والمزارع هناك «يكد» ولا يجد!!
٭ مزارعو نهر النيل خصوصاً في مناطق الباوقة والبربر وأماكن متفرقة من الولاية هذه الأيام في أشد حالات «الضيق» والزهج!!
٭ موسم الحصاد بات يقترن بـ «الخسارة» والبوار!! القصص الواردة من هناك «أسيفة» ـ أسعار البطاطس دقت «الدلجة» ـ سعر الجوال لا يتجاوز الـ (008) جنيه في أسواق الخرطوم التي نصبت «المصيدة» بإقتدار للواري البطاطس التي مرت بكل بوابات الرسوم والجبايات وعندما دخلت الأسواق وجدت أسعار البطاطس ضرب «الواطة» ولا تتناسب الأسعار مع تكلفة الإنتاج فجوال التقاوي للبطاطس والمستورد من هولندا يباع بي (007) في أسواق الخرطوم زائداً ترحيله لمشاريع زراعية تنعدم فيها الكهرباء في وجود طلمبات قديمة في حاجة لقطع غيار متواصلة وجازولين يتم شراؤه بصعوبة بالغة أضف إلى ذلك بقية تكاليف الزراعة «المعروفة» ومصاريف المزارع وإحتياجاته فهل تغطي التكلفة مع الأسعار المطروحة هذه الأيام في أسواق الخرطوم؟!
٭ تتوقف اللواري بالبطاطس في أطراف السوق وفي نهاية المطاف يجد المزارع نفسه مضطراً للبيع بالخسارة ثم مغادرة المكان بأعجل ما يمكن!!
٭ هذه اللعبة «مكشوفة» ومعروفة وهذه حال الأسواق التي يديرها «التاجر» «المرابي» و «الجشع» والأحتكاري و «داركولا» مصاص دم المزارعين «الغلابة» فمن يحمي هؤلاء من هؤلاء؟!
٭ حالة الأنهيار التي ضربت أسعار البطاطس هذه الأيام كشفت ظهر المزارع فلا توجد دولة أو جهة تتدخل لتشتري من المزارعين بسعر التركيز حتى لا يعزفوا عن الزراعة نهائياً، وإتضح بما لا يدع مجالاً للشك عدم وجود أي خطة للتصدير أو التسويق حتى لدولة جنوب السودان القريبة منا!!
٭ والفضيحة الكبيرة عدم وجود ثلاجات كافية للتخزين فكل الثلاجات الموجودة بالخرطوم على قلتها «مليانة» بالفول المصري المستورد من الخارج!! وهذا الفول «المجمد» في إنتظار فول الموسم الجديد ليضرب به الواطة ويلحقه البطاطس!
٭ وما ينطبق على الفول سيحدث للبصل الجديد فيجد المزارع امامه أسعار متدنية وخوفاً من تبعات عدم السداد وملاحقة أهل الشيكات سيبع البصل بما حصل!
٭ هذه بإختصار قصة مزارعي ولاية نهر النيل هذه الأيام وهم يشكون لطوب الأرض ولا حياة لمن تنادي!!