أمينة الفضل

غادر مسافراً

غادر مسافراً
بخطوات حثيثة حزم العام 2013 حقائبه للمغادرة مفسحاً الطريق لعام جديد، يمضي عام ويأتي عام وفي هذه التبادلات السنينية تتبدل الأحوال وتتغير كثير من الأمور، يرتقي البعض ويهبط البعض الآخر يولد البعض ويغادر الفانية البعض الآخر محمولاً على الأكتاف، يدخل المستشفى من يدخل ويذهب مهاجراً تاركاً للوطن البعض الآخر، حكمة عجيبة في تعاقب السنين لكن من منا توقف للحظات مراجعاً نفسه لتصحيحها وتعديل مسارها؟ من منا استوقفه مشهد طفل حزين يبحث عن أبويه فلا يجدهما لأنه بكل بساطة جاء صدفة نتيجة حب مشوه ومحرم وكانت ثمرته طفل وطفلة لا ذنب لهما بعد هروب الجناة، من منا رأى طفلاً مشرداً يلتقط بقايا الطعام من أفواه القطط والكلاب وما وقع على الأرض ليسد بها جوعه الذي يصرخ فيه، من منا تأثر لتلك المرأة وابنتها اللتين تلتحفان كرتونة من ورق تستدفيئان بها بعد ان عز الدفء حيث لا منزل ولا مأوى؟ من منا رأى تلك العيون الجاحظة المتوثبة لخطف ما بيدك، يطول السرد وتتواصل الحكايا المحزنة التي تقطر دماً ودمعاً إذ أصبح الكثيرون لا يتألمون لألم الغير ولا يبكون مع الباكي لكنهم كُثر عند الضحك، تبدلت الدنيا وتغيرت ملامحها بل بإلأحرى تبدلت ملامح الشخوص وأصبحت القسوة رفيقة دربنا وننفعل ونندهش في زمن ليس فيه ما يُدهش ان وجدنا البعض يملكون قلوباً رقيقة ونفوساً بيضاء لا سواد فيها ولا ظلمة، لكن رغم هذا الغباش ورغم هذا السواد الكالح دوماً هناك نقطة بيضاء وكوة يدخل منها الضوء ونحن نراهن على هذه الكوة رغم أنها صغيرة لأنها تعطينا الأمل في غدٍ أفضل وفي حياة مفرحة، ذهب العام 2013م بكثير من أحبابنا ومعارفنا محمولين على الأعناق في وداع ابدي قد نلتقي فيه وقد لا!! لكن يبقى أن نفتح النوافذ المغلقة لتجديد الهواء وتغيير رائحة العطن حتى لا تعتاد عليها انوفنا فنفقد حاسة الشم، ويبقى ان ننظف الجروح جيداً ونعقمها لا أن نغطيها حتى لا تتعفن فنضطر لبترها والتخلص منها، ويبقى أن نمارس فضيلة العفو عمن ظلمونا فعلاً لا قولاً ليس من أجل من اعتادوا ظلمنا ولكن لأجل ان يجد الآخرون الأمل والبشريات بأن الدنيا لا زالت بخير وأن من يسيئون الينا بقولهم او فعلهم انما هذا ما تنطوي عليه نفوسهم وكل اناء بما فيه ينضح ويفضح صاحبه حتى وأن حاول التجمل كذباً، فما ذنب الآتون بعدنا ليجدوا ان الحياة غابة القوي يأكل الضعيف ومن ليس له ظهر يجلد على بطنه، ليس لهم ذنب الذنب ذنبنا نحن الذين أخذنا على عاتقنا تشويه الحياة بتلك الممارسات الخارجة عن إطار الدين والعرف دون خجل او حياء، لتبقى الحياة جميلة علينا ان نتعايش معها لا ان نهرب منها ولتصبح الدنيا اجمل علينا ان نوطن أنفسنا على تقبلها لا الهروب منها، الحياة جميلة فقط افهموها وعيشوها دون تكلف ودون إحتمال ما لا يحتمل، اعفو عمن ظلمكم واحبوا الحياة والطبيعة ولا تنظروا خلفكم، فكل الأشياء تبدأ صغيرة ثم تكبر الا الحزن فإنه يبدأ كبيراً ثم يصغر الى ان يتلاشى ويختفي، علينا ان ننظر للزهور لا الأشواك التي تحيط بها علينا ان ننظر للسحاب الماطر لا للطين وما تخلفه المياه علينا ان ننظر للجمال في كل شئ حتى في القبح يكمن الجمال لكن تبقى النفوس والقلوب هي التي ترى وتشعر بالجمال وليس العيون( بشوف القلب ما بتشوف العين)، كل عام وانتم سعداء كل عام وانتم في عافية وحرية وجمال نفوس لا ينضب معينه.

(أرشيف)

حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]

شاهد أيضاً
إغلاق