خالد حسن كسلا : ثقافة وجيش .. قبل الجرجرة!
> في مناخ انتصارات القوات المسلحة السودانية بخبراتها وانضباطها وبسالتها وصبرها، إذا لم تكن من أميز الجيوش في العالم التي انهزمت في فيتنام والحرب العالمية الثانية وافغانستان.. في هذا المناخ تنتصر أيضاً الثقافة السودانية في نفس المناطق التي ظل يستهدفها التمرد وينسف أمنها واستقرارها ويعطل مواسم الزراعة فيها فيجوع أهلها.
> ومن الروعة أن تتزامن أفراح أهل جنوب كردفان بانتصارات القوات المسلحة مع أفراحهم باحتفالات التوقيع على ستة اتفاقيات مع جهات مختلفة لإنشاء بني تحتية ثقافية هناك.
> أمس الأول نشهد إنجاز وزارة الدفاع في جنوب كردفان.. وأمس نشهد إنجاز وزارة الثقافة الاتحادية في الخرطوم بتوقيع اتفاقيات لصالح مستقبل العناية بالثقافة السودانية في جنوب كرفان.
> وكادقلي عاصمة التراث السوداني الآن.. هو عنوان مشروع عظيم تحميه انتصارات الجيش.. وكادقلي لابد أن تكون أولاً آمنة ومحاطة بانتصارات القوات المسلحة.. لكي تكون مهيئة تماماً لانطلاق مشروع عاصمة التراث السوداني.
> و وزير الثقافة وابن جنوب كردفان السيد الطيب حسن بدوي، يشرِّف يوم أمس توقيع الاتفاقيات بستين مليار جنيه.. (بالقديم ).. وهو مبلغ مستحق لرعاية التراث السوداني باعتبار أن التمسك والاستمتاع به يقلل من فرص الاستجابة للتمرد لنسف الأمن والاستقرار.
> فلو كانت ميزانية الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره تأتي بعد انفجار الأزمة والكتمة، فإن ميزانية الوقاية بالاهتمام بالجانب الثقافي تكون قبل الانفجار.
> قادة التمرد يمارسون الجرجرة لصالح تمديد نسف الأمن والاستقرار في هذه المناطق التي استبق فيها الجيش أية تسوية مستقبلية مع الحكومة فانتصر عليهم وهم خارج البلاد في ليبيا وكمبالا وباريس يتاجرون بأمن واستقرار السودان.
> لقد كانوا قد تمردوا بدعاوى المظالم..ولكن هؤلاء أهل جنوب كردفان يرون أن التمرد هو أكبر ظلم لهم..روع أطفالهم ونساءهم وعطل أعمالهم وشردهم تشريداً.
> فماذا استفادوا منه وهو ينسف أمنهم واستقرارهم بدعاوى تحريرهم..؟ فهو يريد تحريرهم مِن مَن ..؟ أو من ماذا يا ترى.؟
> الجرجرة في أديس أبابا حيث المفاوضات ذات التوقف المكرر لن تضر إلا قادة التمرد معنوياً وهم ينهزمون هذه الأيام.
> فلو كانوا ينتصرون على الجيش يمكن أن يمارسوا الجرجرة والمماطلة باعتبار أنهم منتصرون وأن الحكومة عليها أن تنفذ ما يشترطون شروطاً مهما كانت قاسية..لكن كيف لمن ينهزم في الميدان أن يماطل في قاعات التفاوض..؟ أليس هذا أبلغ دليل على أن الجولة السودانية بجيشها وشعبها تواجه مؤامرة أجنبية في جنوب كردفان وغيرها تستهدف الأمن والاستقرار لصالح القوى الأجنبية.؟
> إذن.. الرهان ليس على وساطة إفريقية تمارس السمسرة يقودها السمسار أمبيكي.. ولا على مفاوضات يتعنت فيها المتمردون المنهزمون في الميدان.. وهم يتعنتون لأن همس الأجانب الأمريكان والأوربيين معهم قبل الدخول إلى قاعة التفاوض ليفشلوا الجولة بكلام لا ينتمي إلى المنطق.
> إن الرهان بعد كل هذا الخذلان يبقى فقط على وزارتي الثقافة والدفاع.. فهما أمل عريض لأهل المناطق الذين حول التمرد حياتهم إلى جحيم.. منعهم الزراعة والرعي والتعدين.
> حتى الغناء والرقص والاحتفال بيوم الحصاد قد تأثر بتمرد قطاع الشمال هناك.. فماذا بعد التمرد والانهزام يمكن أن يقول المتمردون لأبناء المناطق التي صارت ضحايا مشروع تآمر غربي صهيوني عظيم.؟
> الحكومة السودانية بإمكانها أن تقول لماذا نفاوض بعد اليوم متمردين هزمناهم تماماً والآن نحاصرهم في آخر معاقلهم.. تقول هذا للوساطة الإفريقية.
> لكن يبقى إهدار المال وإضاعة الوقت في جلسات تفاوض بالخارج وقاية تقي بها الحكومة نفسها من تذرع القوى الأجنبية بأنها لا تريد السلام.
> وهي ترى أن الحركات المتمردة لا تريد السلام وهذا طبعاً المطلوب منها في مرحلتها والموظفة له بدعم وتمويل ولو مما يستلمه منها حفتر في ليبيا.
> لكن دع الحكومة تنتصر وتصطبر.. تنتصر في الميدان وتصطبر في قاعة المفاوضات.. وتحتسب ما تهدره من مال و وقت في الجلوس مع ناسفي الأمن والاستقرار بتحريض من دول التآمر والاستكبار.
> فوزارة الثقافة ذكية وهي تُسهم في تقليل الأزمة.. والجيش ذكي وهو يعيد الأمن والاستقرار ليهيء المناطق المستهدفة من قبل التمرد ومن وراءه للتنمية ومعايش الناس.
غداً نلتقي بإذن الله.