خالد حسن كسلا : غش أجنبي بحت في الامتحانات
> تنجو الشهادة السودانية من المساس بها بعملية الغش المضبوطة.. فهي ليست سودانية البتة ولم تصل إلى اوراق امتحانات الشهادة السودانية بين أيدي الطلاب السودانيين.
> فعملية الغش انحصرت في اوراق الطلاب الأجانب المضبوطين.. وبضبطهم تكون قد سلمت منها الامتحانات.
> وضبطهم يعني أن الدولة السودانية ليس في شهادتها ضعف كما اتهمها الاعلام الرسمي الأردني.. رغم أن «18» ألف طالب يحمل الجنسية الأردنية قد درسوا في السودان.
> وحتى من درس هنا الطب من الطلاب الحاملين للجنسية الأردنية هو هناك يستقبل المرضى السودانيين.. وهذا دليل على قوة نظام التعليم في السودان مقارنة به في الأردن لغير الهاشميين طبعاً.
> والطرفة أن أحد الأطباء الأردنيين كان يعالج أحد السودانيين في الأردن، حيث قبله علاج الكثير من السودانيين.. وبعد أن أخبره الطبيب الأردني بأنه درس في جامعة سودانية في واحدة من الولايات خارج الخرطوم.. استاء المريض السوداني.. وعلق قائلاً: «لو قلت لي قريت في الجامعة دي ما كنت اتعالجت عندك».
> وربما سفر كثير من السودانيين للعلاج في الخارج اوحى بأن التعليم في السودان ضعيف.. لكن سبب السفر في الغالب للاستشفاء يكون تكلفة فاتورة العلاج.. وفي السودان نجاح العمليات الطبية في المستشفيات الحكومية فرصة اكبر من المستشفيات الخاصة.
> والأخطاء الطبية في المستشفيات الحكومية اقل منها في المستشفيات الخاصة، مع مراعاة عدد الحكومية. أما عمليات الغش في هذه الامتحانات فإن وزارة التعليم لا ترغب في اعادتها.. لأن الغش كان في الاوراق التي ضبطت المراقبة اصحابها. وهم الآن قيد التحري والتحقيق.. ولم يحدث ما يمس تأمين الامتحانات. ولكن للأسف تبنى الحملة ضد السودان ممن يفترض إنهم اشقاء على معلومات غير صحيحة اطلاقاً.. وكأنما يريدون أن تصمت السلطات التعليمية في السودان عن هذا الجرم.
> لكن الخارجية السودانية استكملت الواجب الوطني.. وقد تحدث وزير الدولة بالخارجية السيد كمال اسماعيل عن نفي السفير الأردني أي تصريح سلبي منسوب إليه مشابه لما اطلقه احد اعضاء الحكومة الأردنية.
> وما نعلمه ويجهله الكثير من الناس أن اكثر من تسعين في المائة من حملة الجنسية الأردنية من الفلسطينيين الذين عبروا نهر الاردن إلى الضفة الشرقية. والمسؤول الحكومي الاردني الذي وصف الشهادة السودانية بالضعف كأنه يريد أن يقول إن الاردنيين من الاصول الفلسطينية بحكم ظروفهم مضطرون لنيل الشهادة السودانية. وهذا يبقى فهماً غريباً طبعاً.. لأن الشهادة السودانية تظهر بصماتها في كثير من الدول العربية التي طورها الخبراء السودانيون. وانظر إلى مصر التي تعرف قيمة الشهادة السودانية جيداً.. قرابة ألف وخمسمائة طالب مصري كانوا ممتحنين.. والطلاب الاردنيون اقل من مائتين. وتقول المعلومات التي التفت إليها الناس في هذا الوقت إن الامتحانات الأردنية الأخيرة شهدت عمليات غش كبيرة جداً.. وهذا يؤكد أن هناك استخداماً للتكنولوجيا المتقدمة في طريقة الغش.. وهذه لا يعرفها الطلاب السودانيون. فالتكنولوجيا مهووس باستخدامها في كل شيء شباب المشرق العربي.. لذلك فإن الذين تحقق معهم السلطات في الغش قد أصبحت اوراقهم معزولة من التصحيح الذي سيبدأ في السابع من هذا الشهر بواسطة خمسة عشر ألف مصحح، لتعلن النتيجة في رمضان القادم أو على الأكثر بعد عطلة عيد رمضان.
غداً نلتقي بإذن الله.