مقالات متنوعة

مؤمن الغالى : ونسة محفوفة بالجمال (3)

الحبيب الغالي جداً
٭ آشواقي لك لم تفتر .. لمجالسك العامرة .. لانسك الرائع .. لروحك المثقفة النبيلة السمحة
٭ وكان يمكن أن أكتب اسمك رباعياَ .. ولكني لم أفعل .. فقط لأنك ترفض في صرامة وإصرار أن تكون لمحة في دائرة الضوء.. ولأنك تهرب من الشهرة هروب الشريف من العيب، كان يمكن أن أعلن للكافة من تكون، لم أفعل ليس لأنك تخشى الصدام والنزال .. فقد عرفتك باسلاً فارساً نبيلاً ورهيباً .. ولا زلت أذكر مقولتك التي من فرط ترديدها علينا عند كل ملمة وحادثة للوطن .. فقد كنت تقول: (السجن خلوة والنفي سياحة، أما الموت فأنا لا يهمني كيف يكون في السودان مصرعي) .. أنا وأقسم بالشعب وبالأيام الصعبة لم أر طيلة عمري رجلاً مفتوناً محباً للسودان مثلك، ولازلت أذكر ضاحكاً وعندما كنا نستمع سوياً ومعنا بعض الأصدقاء الأشداء للمغني وهو ينشد:
يا مدلل سيب دلالك ده
هاك قلبي هديتو ليك وردة
٭ كان المدلل بالنسبة لنا هو الحيبية .. آو الزوجة أو الصديقة.. أما آنت فقد كان (المدلل) عندك هو السودان ذاك الوطن البديع .. فقد جاء ذكر (الوردة) عندما كنا نطالع كتابي المقاتلة المناضلة الجسورة (فريدة النقاش) نطالع كتابيها (السجن الوطن) و(السجن بستان ووردة) كنت تقول.. ما (أرجل) تلك المرأة إنها تساوي (ألف راجل) من أمثالنا فقد أنفقت من سنوات عمرها في (سجن النساء بـطرة) أكثر مما أنفقته داخل منزلها وفي حضن أسرتها وهي تقاوم الظلم والطغيان وتنشد العدالة الإجتماعية.
٭ الآن يا حبيب أجاوب أسئلتك التي انتاشتني كما تنتاش السهام جسد مقاتل عاري.. ولكن قبل ذلك دعني أطمئن قلبك الكبير وفؤادك النضير بأنني ما زلت عند العهد حباً ووفاءً للوطن وإنحيازاً صاخباً وعاصفاً وهائلاً لشعب السودان.. وإنني ما زلت أكتب من محبرة النزيف والدم الذي إنبثق حاراً يغرغر في صدور أولئك الرجال الشرفاء الذين لمعوا كما الشهب وتفجروا كما النيازك وكتبوا بأجسادهم المطعونة فوق شرفات العالم أرق كلمات الحنين الى الزمن الآتي..
٭ الحبيب الصديق البديع..
٭ قبل الإجابة على ورقة امتحانك والتي هي أشد صعوبة من ورقة (كيمياء) شائكة الدروب دعني أعيد عليك كلمات كنت قد كتبتها في ساحة (شمس المشارق) عندما أطاح الجنرال السيسي بالأخ (مرسي) أذكر جيداً أني قد كتبت تحت عنوان (أنا مع العسكر وضد الأخوان).. وها أنا أعيد مقدمتها مرة أخرى لتضيء لك الطريق حتى تمشي آمناً سالماً.. وهاك القصة.
٭ وقف الحجاج بن يوسف الثقفي على المنبر أمام الرعية في أول يوم لتوليه الإمارة.. والسيف بين يديه يقلبه يمنة ويسرة والرعية تعرف أنه ينعشه أريج (الحنوط) ويبهجه تطاير الرؤوس، ويفتنه لون الدم، قال للرعية أحمدوا اللع كثيراً إني وليت عليكم رفع الله عنكم الطاعون.. ران على الناس صمت القبور إلا من أعرابي وكأنه استهان بالموت وزهد في الحياة خاطب الحجاج قائلاً: (إن الله أكرم من أن يجمع علينا لحجاج والطاعون) الحبيب الصديق.. هل أدركت ما أعني.. بكرة نسلم ورقة الإجابة..