عصام جعفر : ساب البلد..
< الفلسطينيون الذين جاءوا للسودان في فترة من فترات النضال وتم استضافتهم بمنطقة «المعاقيل» شندي وعجزوا عن التأقلم مع الواقع هتفوا بملء حناجرهم «اسرائيل ولا المعاقيل» واختاروا مواجهة الجيش الاسرائيلي وغلبوا خيار الانتفاضة على العيش بسلام في منطقة المعاقيل بولاية نهر النيل؟! < واليوم شعار بعض السودانيين أولاد البلد هو ذات الشعار وقد اختاروا أن يغادروا البلد إلى أي مكان حتى اسرائيل هرباً من الواقع المُر داخل البلاد.. وقد كشف الأمين العام لجهاز شؤون العاملين بالخارج بوجود الآلاف من الشباب السوداني كلاجئين سياسيين في إسرائيل! < وليس سراً أن هناك الآلاف من السودانيين يحاولون ويركبون الصعب للهجرة إلى إسرائيل ويحصدهم رصاص جنود حرس الحدود المصريين على الحدود مع اسرائيل وقضية مقتل (15) سودانياً برصاص المصريين على الحدود مازالت قائمة وترفض مصر تسوية هذا الملف بينما السلطات السودانية تخلي سبيل الصيادين المصريين وسبيل المخربين للشهادة السودانية؟! < الناس يغادرون البلد ويهربون من كل باب وينتهزون أي فرصة للهرب في هجرة شرعية أو غير شرعية.. < عشرة من أولاد دارفور ومدينة الفاشر لا يعرفون البحر رفعوا شعار «يا غرق يا جيت حازما» فابتلعهم البحر الأبيض المتوسط. < الأمين العام لشؤون العاملين بالخارج كشف أيضاً عن وجود أكثر من أربعة ملايين سوداني في الخارج. < السعودية وحدها فيها أكثر من 2 مليون سوداني.. < 750 طبيباً سودانياً هاجروا خارج البلاد في الشهور الأخيرة فقط؟!. < أمريكا أعلنت أنها بصدد توطين (1195) لاجئاً سودانياً خلال العام الحالي وكانت قد قامت بتوطين (349) سودانياً العام الماضي..؟! < عدد اللاجئين السودانيين في أوربا تجاوز نصف المليون. < وليست الهجرة إلى الخارج وحدها لكن السودانيين داخل البلد ينزحون من مكان لآخر بسبب الحروب والفقر وانعدام الأمن حيث بلغت معدلات النزوح بحسب احصائيات الاتحاد الأوربي حوالي (3 ملايين) من النازحين داخلياً.. < الأمر يدعو إلى الخوف والقلق والاحباط.. < الناس يتركون البلد ويفرون والكفاءات تهاجر. < الاتحاد الاوربي أعلن عن قلقه وتبرع بمنحة قدرها مليون يورو للحد من الهجرات غير الشرعية والنزوح الداخلي وسيصل مندوب الإتحاد الاوربي لتسليم المنحة.. < الأمين العام للأمم المتحدة كعادته أعرب عن قلقه. < كل الدنيا قلقه بهذا الخصوص إلا حكومة السودان التي تتابع براحة بال وهدوء غير عادي شعبها بكلياته يطرق باب الهجرة . < الكل الآن يحدث نفسه بالهجرة ومغادرة البلاد التي أصبحت طاردة لأهلها لاسباب تعلمها الحكومة لكن للأسف لا تعمل على علاجها؟!. < الاحتقان السياسي والأمني يدفع الناس للهروب وترك البلد.. < الاوضاع الاقتصادية المنهارة وتفشي البطالة وانهيار الخدمات يدفع الناس للهروب والهجرة. < تدمير الزراعة والصناعة وسيادة الفقر والجهل والمرض.. كلها عوامل تدفع الناس للهروب بعيداً.. < ولو استمرت الاحوال هكذا تحت ظل السياسات القائمة فلن تجد الحكومة شعباً تحكمه..