مقالات متنوعة

بخاري بشير : ماذا بين (الأمريكان) ورجال المال السودانيين؟

< جاء في زاوية (همس وجهر) أمس بـ (الانتباهة) الآتي: يجري وفد أمريكي رفيع المستوى مع المسؤولين في الخرطوم خلال الأسبوع الجاري سلسلة لقاءات مع رجال الأعمال في مقدمتهم البليونير أسامة داؤود بالاضافة للمسؤولين عن القطاع الزراعي بالبلاد؛ وستمتد زيارة الوفد الأمريكي حتى الثلاثاء القادم. < لم تنقطع زيارة الوفود الامريكية للسودان؛ كما لم تنقطع زيارة المسؤولين السودانيين الى واشنطن طيلة الفترة السابقة؛ وعقب كل نشاط وعقب كل زيارة يأتي (التمديد) الأمريكي للعقوبات.. عشرون عاماً هي عمر العقوبات بزريعة دعم الإرهاب؛ وقد أفلحت العقوبات خلال العشرين عاماً الماضية في الوصول الى أهدافها؛ وأولها تدمير التنمية في هذا البلد وإعاقة مسيرة تطوره ونمائه. < نجحت العقوبات الأمريكية في تدمير مشروع الجزيرة أكبر (مزرعة) مروية في العالم.. ونجحت في (تدمير) قطاع النقل في السودان بحراً وبراً وجواً.. فهي المتسببة في تدهور السكة حديد لأعتمادها على الماكينات الأمريكية في رؤوس (القاطرات) ولا تقوم لها قائمة إلا بتوفير (الإسبير) الأمريكي؛ الذي غاب عن ورش السكة حديد؛ وتراجع أداء أعظم مؤسسة شهدتها الحياة السودانية وهي مؤسسة السكة حديد. < كذلك تسببت العقوبات الأمريكية في (تدمير) النقل البحري السوداني؛ وقد شهدت الأيام الماضية تصفية شركة الخطوط البحرية السودانية (سودانلاين) وخروجت تجر أذيال (الخيبة) من سوق النقل البحري تماماً؛ بعد أن كان أسطولها (زينة) وعروس البحار في الفترة الماضية. < وتراجع الأداء في الناقل الوطني الجوي سودانير؛ بعد أن فقدت آخر طائراتها (الصامدة) خلال مسرة إمتدت لأكثر من نصف قرن من عمرالزمان؛ والسبب أيضاً يرجع الى العقوبات الأمريكية الجائرة؛ والتي ظلّت تمدّد كل عام بغير وجه حق؛ وبلا مبررات موضوعية؛ فأصبحت الخطوط الجوية السودانية بسبب هذه العقوبات في آخر القائمة عند مقارنتها برفيقاتها في دول الإقليم. < ثم بدأ أثر العقوبات الجائرة يتسع على القطاع الصحي؛ وتوقف عدد من الأجهزة المهمة والحساسة في الحقل الطبي وبالأخص الأجهزة المستخدمة في علاج الأورام السرطانية وأخرى مستخدمة لعلاج أمراض الكلى والغسيل الدموي.. وقد أعلنت مستشفى الذرة قبل فترة في الخرطوم إنها اضطرت لإخراج عدد من الأجهزة خارج دائرة العمل بسبب نقص قطع الإسبير لأنها (أمريكية) الصنع. < ويصبح أثر العقوبات على قطاع الصحة فادحاً؛ لتزايد أمراض السرطان في الآونة الأخيرة خاصة بين الأطفال؛ وتقف الدولة السودانية عاجزة في كسر طوق هذا الحصار الطويل؛ وقد رضيت واشنطن برفع جزئي يتماشى مع مصالحها في بعض المجالات؛ مثل استيراد الصمغ العربي السوداني والسماح لقطاع تكنلوجيا الاتصالات الأمريكي في الدخول الى السودان. < بعد كل هذا السرد (المُر) لا زالت في السودان جهات تهلّل للوفود الأمريكية؛ وتحتفي بها.. ولا ندري ما هي الصلة التي تجمع مسؤولين أمريكان برجال أعمال سودانيين؟ رسالة في البريد جاءتني على البريد الرسالة التالية وهي من ولممالأخ عبدالمنعم عزالدين الاخ / بخاري تحياتي لك الحارة بخصوص موضوع الدية نجاح جزئي؛ لم تتطرق لها من الناحية الشرعية وتطبيقها مع العلم في الشرع الدية مائة من الابل ثابتة لا قضاء ولا مجلس افتاء.. وهل تحتاج قيمة الدية الي موافقة أصحاب شركات التأمين بقدر ماهو حكم شرعي بل هي دية وصيام شهرين متتابعين؛ راجع أهل الفقة من السادة المالكية. من المحرر: شكراً أخ عبد المنعم على المداخلة؛ وموضوع الدية لا زال يحتاج للكثير من الرأي والعصف الذهني؛ حتى لا يضار طرف دون الآخر.. شكري.