نجل الدين ادم : انتصارات الجيش
انتصارات متتالية حققتها القوات المسلحة والقوات الأخرى خلال الأيام الفائتة بعدد من المحاور في إقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، رغم الدعم الذي ظلت تقدمه دولة جنوب السودان لقطاع الشمال في شكل عتاد وإيواء.
كل الانتصارات التي تمت كانت ذات دلالات وأهمية بالغة، كون أن المناطق التي سيطرت عليها قواتنا والحقت الهزائم بالمتمردين كانت إستراتيجية، أهمها منطقة جبل مرة بدارفور، باعتبار أنه من المناطق العصية التي ظلت تتخندق فيها قوات الحركات المسلحة في الإقليم بخاصة قوات “عبد الواحد محمد نور”، فقد كانت الضربة الأولى التي استلم بموجبها الجيش الجزء الأكبر من الجبل العنيد، ودعا المواطنين بعد ذلك للعودة، كانت هي بداية الانتصار المؤزر، وتلت ذلك انتصارات في محور جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث إن قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال سُحقت في مناطق إستراتيجية وحيوية وأعاد الجيش الكرة الأول من أمس، فيما تبقى من مناطق في جبل مرة بخاصة في منطقة وسط دارفور، واستطاع أن يستلم آخر معاقل قوات حركة تحرير السودان بقيادة “عبد الواحد”، وهي منطقة “سرونق”، واليوم تحتفي الحكومة بهذا النصر في حاضرة ولاية وسط دارفور.
الهزيمة الأخيرة لهذه القوات تمثل بداية النهاية، والبداية هي تراجع المتمردين بعد الهزائم المتكررة، والنهاية هي النهاية للحركة كجناح عسكري ذي أثر، وأتوقع كما بشرت القوات المسلحة قبل فترة، أن تكون عمليات صيف هذا العام ساخنة وحاسمة وتضع حداً لأي وجود مسلح يتهدد المواطن.
مزيد من الانتصارات شأنها أن تعزز من فرص عملية السلام، سيما ونحن نعرف جيداً أن هذه الحركات اعتادت على الجرجرة وكسب الزمن وهي تستند على وجود قوات في الميدان، وهذا الميدان لم يعد موجوداً، فماذا نتوقع؟
نأمل أن يستمر المشوار لتسطر قواتنا مرحلة جديدة، وهي مرحلة رضوخ هذه الحركات جميعاً للحوار، وحينها سيسلم جسد الوطن من الجراحات المستمرة للأبرياء من المواطنين، وتقف الحرب وتعود التنمية والاستقرار.
أجواء الانتصارات المتلاحقة في دارفور ستفسح المجال واسعاً لأن يعبر المواطنون عن رغبتهم في الاستقرار، وهذا الاستقرار مهدت له الحكومة بإجراء الاستفتاء الإداري للإقليم ليقول الأهالي هناك كلمتهم في الأيام القليلة القادمة.. والله المستعان.