معاوية محمد علي : أحلام مع الوزيرة إنعام
في أكثر من مناسبة وفعالية، استمعت لوزيرة الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة إنعام حسن عبد الحفيظ، وهي تقول إن الثقافة عائدة لتقود الحياة في الجزيرة، الوزيرة كانت تؤكد في أي حديث لها إهتمام وزارتها بالعمل الإبداعي في كافة مجالاته.
كنا نضحك من داخل أنفسنا لهذا الحديث، الذي خلناه مثل أي حديث لوزير من وزراء (أبو كلام)، الذين لا يجيدون غير إطلاق الوعود والضحك على عقول المواطنين، لم تكن ضحكاتنا لأن الأخت الوزيرة ليست بقدر المسؤولية- (لا سمح الله)- ولكن لسببين، أولهما لأن ثقتنا انعدمت في الكثير من وزراء الثقافة، لأن الحكومة في أحيان كثيرة تنظر إليها باعتبارها وزارة هامشية و(تمومة جرتق) لبقية الوزارات، وثاني الأسباب لأننا كنا نرى في تجربة الأخت إنعام أنها تجربة غضة، وما زال ينتظرها الكثير.
لكن الذي حدث أن الأخت الوزيرة إنعام سددت ضربة ثقافية قاضية لتوقعاتنا، وهي تثبت لنا في صباح كل يوم أنها نعم الاختيار للمنصب، وأن الأخ الوالي ايلا كان موفقاً في هذا الاختيار، فإنعام التي ظللنا نتابع مسيرتها مشفقين ، حركت كل الساكن في بئر الثقافة بولاية الخير والعطاء والبساتين الخضراء، وضخت الدماء في أوردة الكثير من مبدعي هذه الولاية، فعادوا للتغريد بكل الألق والجمال بعد أن نسيهم الناس، كما أن إنعام ظلت تشكل على الدوام حضوراً طاغياً في كافة المناسبات الثقافية، تجوب مدن وقرى الجزيرة من مدينة لمدينة وقرية لقرية، لتشهد فعلاً ثقافياً هي من صنعته بفكرها، شاهدناها وهي أول الحاضرين في ليلة منتدى (عطاء المدن)، الذي خصص لمدينة ود مدني بمركز راشد دياب، حضرت إنعام دون حراسة أو (هيلمانة)- كما يفعل الكثير من الوزراء (المخلوعين)-
حقيقة الأمثلة لا تُعد ولا تُحصى، كلها تشير إلى أن ولاية الجزيرة في طريقها لتصدر المشهد الثقافي بالبلاد، وأن نغمة أن الجزيرة هي أرض الإبداع والمبدعين ستعود قريباً للشفاه لتتغنى بها، طالما أن على رأس وزارة الثقافة وزيرة شابة اسمها إنعام حسن عبد الحفيظ، بسيطة في كل شيء، متواضعة، محبوبة، صاحبة فكر ثاقب وجهد وافر وطاقة جبارة، لا تعرف الجلوس على المكاتب وأشهد الله أن لا صلة تجمعني بها، وأنني لم التقها في حياتي إلا مرة واحدة، كانت في زيارتي لمهرجان الجزيرة بعد دعوة تلقيتها من وزارة الثقافة بولاية الخرطوم، ولكن الأمانة وقول الحق تفرض علينا أن ننصف هذه الشابة التي هي فخر لكل شابات السودان، فأمانة القلم علمتنا أن نشيد بمن يستحق وأن نعطيه حقه، مثلما علمتنا أن ننتقد كائناً من كان بأقسى عبارات النقد متى فرض علينا ذلك.
خلاصة الشوف:
ألا يكفي إنعام أن كل الفضائيات والمنتديات والإذاعات عادت تردد من جديد: (من أرض المحنة ومن أرض الجزيرة .. برسل للمسافر أشواقي الكتيرة).