محجوب عروة : قرارات شجاعة في تاريخنا…
فــي تاريخنا المعاصركانت هناك مــواقــف وقـــرارات بالتوافق الوطني بين مصيرية صائبة وشجاعة بــدءاالحزب الوطني الاتحادي وحزب الأمة عام ٥٦۹۱ حين عن الوحدة مع مصر وذلك اختارا استقلال السودان بدلا لحرب أهلية كادت تقع في السودان بعد اتفاقية الحكم تجنبا للوحدة مع الذاتي فقد اختارالسودانيون الاستقلال بديلاأحادي شمولي سلطويا النظام المصري الذي أصبح نظاما عتمد على القوة الأمنية والاستخباراتية الباطشة الذي رفضه السودانيون حديثي العهد بالتحرر من الاستعمار. أما القرار الشجاع الثاني فكان قرار الرئيس الفريق إبراهيم عبود الذي عندما وقف في شرفة القصر الجمهوري يشاهد جماهيرالشعب الثائرة ضد حكمه وهي تحيط بالقصر فدخل إلىحيث يجلس جميع أعضاء المجلس العسكري ومجلس الــوزراء وقال قولته المشهورة إذا كان الشعب لا يريدنا : لقد فلماذا نصر على الاستمرار في الحكم؟ وأردف قائلا قررت حل المجلس العسكري ومجلس الــوزراء وتسليم ينم عن شجاعة وعظمة السلطة للأحزاب.. كان قــرارامتناهية وقد كان في إمكان الفريق عبود أن يصرعلى البقاء في السلطة ولو قتل المئات، بل آلاف الناس فكسب حب واحترام الناس.. أما القرار الشجاع الثالث فكان من الرئيس النميري، وذلك عندما وافق على اتفاقية أديس عن أبابا عام ۲۷۹۱ فقد حكى لي السيد أبيل ألير شخصيا بالموافقة على أمرين كانا شجاعا كيف اتخذ النميري قراراعقبة أمام الاتفاق وذلك حين عاد أبيل ألير الى الخرطوم أثناء المباحثات ليقنع النميري بالموافقة على أن يقبل سرا الى جنب مع القوات المسلحة مناصفة بقوات الأنانيا جنبا عن بدلافي الجنوب وكذلك القبول بالإقليم الجنوبي موحدا ثلاثة أقاليم فوافق النميري ومن ثم نجحت اتفاقية أديس أبابا وحصلت البلاد على عشر سنوات سلام ولولا ذلك لفشلت المباحثات واستمرت الحرب، ولكن بسبب الخلافات الجنوبية بين الدينكا وبقية القبائل الاستوائية وإعادة تقسيم الجنوب انتهت الاتفاقية وعاد التمرد أشد ضراوة مما مضى. أما القرار الشجاع الرابع فقد رواه العميد معاش مصباح الصادق الذي حكى لي كيف أن صديقه العميد محمد نور سعد الذي قاد حركة يوليو ٦۷۹۱ الفاشلة رغم أنه كان بمواجهة الإعدام إذا لم يكشف عن الخطة العسكرية موقنا القادمة للمعارضة عندما طلب منه النميري ذلك مقابل العفو ولكنه نصح النميري بأن يصالح باتاعنه فرفض رفضا المعارضة التي كانت تستعد بقوة عسكرية هائلة ولعل تلك النصيحة هي التي دفعت النميري لقبول المصالحة دخل بموجبها نظامه في حالة استقرار حتى انتفاضة أبريل ٥۸۹۱. أما القرار الشجاع الخامس فقد اشتركت فيه مع الشهيد محمود شريف وكان ذلك في ليبيا عقب شخصيا حركة يوليو ٦۷۹۱ عندما استدعتنا قيادة المعارضة وقالوا لي وللأخ محمود إن نحرك بعض قوات من الإخوان الى إثيوبيا للقيام بعمليات عسكرية متنوعة مثل نسف الكباري وضرب محطات الكهرباء.. الخ لزعزعة نظام نميري الذي وأجهضنا باتابدأ يترنح فرفضت ومحمود شريف ذلك رفضا على قبول ذلك التصرف الصبياني، وكان ذلك شجعنا لاحقاالمصالحة الوطنية عام ۷۷۹۱ فقد شعرنا أن المعارضة من الخارج خيانة للوطن ووقوع في أجندة القذافي وأجندة خارجية أخرى.. أختم بالقول إن قرار الرئيس البشير بعدم الترشح بعد العام ۰۲۰۲ يصب في نهج الشجاعة السياسية مثلما فعل المشير سوار الذهب ومجلسه العسكري بتسليم السلطة للقوى السياسية عام ٦۸۹۱ فإذا فعل البشير ذلك فسيكتب في سجل العظماء الخالدين مثل مانديلا ومحاضير محمد الذين تركوا السلطة وهم في قمتها ولذتها.. ولكن ما ..هو المطلوب من البشير؟ نواصل غدا