خالد حسن كسلا : لا يا مصر ..لا يا مصر
> ليس الحديث هنا عن الجزيرتين السعوديتين اللتين انطبق عليهما مصير الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران في الخليج العربي.
> ولا عن مغالطات بعض المراقبين المصريين في سيادة الجزيرتين.. حينما يقال بأن الدولة العثمانية المعروف عداءها للحجاز حيث تقام الدولة السعودية ثبتت تبعيتها لمصر.
> فكل هذا سنعود إليه لتوضيح أن السعودية عام 1949م سمحت لمصر بأن تتخذها منصات دفاع ضد العدوان اليهودي بعد أن مكنت بريطانيا اليهود من تنفيذ وعد بلفور.
> سنعود إليه بعد العودة من أديس أبابا وسد النهضة.. السد السوداني في إثيوبيا.. السد الذي سيوسع الرقعة الذراعية في السودان ويحسم الخسائر السنوية بالملايين التي يحدثها الفيضان.
> ومصر تستفيد من سدها العالي.. وهو كله في السودان من الناحية الفنية.. والآن بالمقابل فإن سد النهضة في إثيوبيا لكن السودان يستفيد منه أكثر من إثيوبيا التي تريده فقط لتوليد الطاقة الكهربائية.. ويمكن توليده بغرض الصناعة من مصادر أخرى.
> لكن لا يمكن للسودان أن يتحدث عن مصادر بديلة للري.. فسد النهضة لأكثر من سبب فني يحفظ حصته كاملة في الماء، ويمكن له بعد ذلك استخدامها في الوقت الذي يريد.
> ومستشار بالسفارة المصرية في السودان يقول (إحنا مش محتاقين لسد النهضة)! قالها حينما أشار أحد المتحدثين وهو إثيوبي إلى ما يمكن أن يستفيد السد العالي من سد النهضة في مشكلة الأطماء.
> والمستشار المصري يبدو إنه لا يفضل شيئاً على الاستفادة من الزائد في حصة مصر من المياه.. وطبعاً كل الحكومة المصرية.
> لكن القضية هي ألا تتضرر مصر من سد النهضة وليس أن تستفيد.
> لذلك فإن موقف مصر ينبغي أن يكون فقط دراسة التضرر. وليس حرمانها من الفائض عن حصتها، لأنها لا تستحقه حسب الاتفاقية.
> تنمية إثيوبيا بسدها العظيم هذا توفر للسودان أعباء وجود معسكرات اللاجئين.. وهذه المشكلة بعيدة عن أرض مصر.
> مصر إذا كانت بالفعل جادة في مسألة التعاون الإقليمي، فعليها أن تضع في اعتبارها المصالح التنموية لدول الإقليم.
> لكن ما تنتهجه الآن وقبل الآن على المستوى الإعلامي تجاه مشروع سد النهضة، للأسف لا يؤكد ذلك.
> ويقول أحدهم وهو ضمن بعثة دبلوماسية (إحنا مش محتاقين لسد النهضة).
> هذا إذن.. تعبير عن روح غير تعاونية في إطار الإقليم.
> إثيوبيا اليوم ليست إثيوبيا الأمس فقد أصبحت دولة مؤسسات.. لذلك لن تلتفت لغير برامج التنمية.
> ومصر لو كانت في السابق تتعامل مع إثيوبيا منقستو بدونية.. فهي اليوم تتعامل مع دولة محدثة مؤسسياً.
غداً نلتقي بإذن الله