معاوية محمد علي : هدى عربي.. يخلق من الشبه أربعين
هدى عربي اسم مطربة ظهرت مؤخراً ضمن من ظهروا في برنامج (أغاني وأغاني) في نسخته من العام الماضي، وهي مطربة لها طريقتها الخاصة في الآداء الغنائي، وصاحبة صوت متميز، ولها حضورها أثناء الغناء، هذا ما لا ينكره أحد من المتابعين لمسيرتها، ولكن الملاحظ أن هدى سارت في ذات الدرب الذي سارت فيه زميلتها مكارم بشير، وظنت- (وليس كل الظن إثم)- أنها أصبحت هدى سلطان في عز نجوميتها، وأنها صارت مطربة زمانها بعد أن أصبحت مطربة مطلوبة في داخل وخارج السودان.
كنا نحسب أن الواعدة هدى عربي تتمتع بقدر من الذكاء الفني الذي يتيح لها أن تتعلم من تجارب سابقة لمطربات تألقن في الساحة، ثم رحن لحال سبيلهن مع المنسيين والمنسيات، والسبب لأنهن تعاملن بفهم أنهن نجمات زمانهن ولا منافس لهن.
هدى عربي يجب عليها أن تجلس في لحظة صفاء ذهني مع نفسها، وتتعامل بكل الصدق مع دفتر حساب تجربتها الصغيرة، وأن تقوم بعملية جرد كاملة، لترى كيف أنها ظلمت نفسها وموهبتها وأنها تحكم على هذه الموهبة بالإعدام، فالإعتماد على أغنيات سمعها الناس منذ عشرات السنين وبأصوات معتقة لا يعني النجاح، حتى وإن قبلها منها المستمع، لأن هذا القبول لا يعطيها الحق في أن تجعل من هذه الأغنيات قاعدة ثابتة تبني عليها تجربتها، وأن توهم- (دون قصد)- الجيل الحالي أنها صاحبة هذه الأغنيات.
لن نقول إن هدى استمرأت الغناء في الحفلات بأعمال الغير، وأنها تتكسب من وراء ذلك، ولكن نقول ما قلنا خوفاً على تجربتها الغضة وعلى صوتها الشجي الطروب من الضياع، ومن أن تقع تحت طائلة قانون الملكية الفكرية الذي يجرم الإعتداء على حقوق الآخرين الإبداعية، لكل ذلك نتوقع من هدى أن تعمل جاهدة في السعي الجاد للتعامل مع شعراء وملحنين وموسيقيين حقيقيين حتى يكون لها رصيدها الخاص من الأغنيات، وأن تكون لها بصمتها الواضحة في خارطة الأغنية السودانية، غير ذلك فلن تكون إلا مجرد مطربة (ببغاء) تردد أغنيات الآخرين.
وحتى لا ينبري لنا أحد الفلاسفة ويقول إننا نظلم هذه المطربة الشابة، وأن معظم المطربين والمطربات بدأوا مسيرتهم بالإعتماد على أعمال الآخرين، نقول إن ذلك حقيقة ولكنهم لم يعتمدوا عليها، لا في الحفلات ولا في غيرها، إنما كانت بداية لاكتشاف الذات الفنية، ومجرد محطة، غادروها بعد اشتداد عودهم الفني، ولكن في حالة هدى والكثير من زملائها وزميلاتها، فهم استمرأوا ذلك، ولم نسمع منهم الجديد الخاص الذي يجعلنا نصنفه ضمن الأعمال التي يمكن أن نقول إنها إضافة.
خلاصة الشوف:
استمعت لإحدى روائع شاعر الحب اسحق الحلنقي بعنوان (أخدراني اللون)، لحنها الملحن الفنان ميسرة عبد الله، حقيقة هذه الأغنية تشبه (تخلق من الشبه أربعين) بـ (حسين الصادق).