محمد لطيف : وتحدث.. عيسى الحلو
حين كتبت عن أحقية مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بجائزة الطيب صالح باعتباره.. أي المركز.. صاحب الريادة في تلك الجائزة.. لم أتردد في الإشارة إلى البعد الأخلاقي الذي غاب في ذلك المشهد.. ودعوني أعترف الآن.. أنني وحيث أنني لا أصنف نفسي في خانة المثقفين.. المشتغلين بها.. والناصبين من أنفسهم سدنة عليها.. فقد كنت أتساءل عن ذلك الصمت الذي لف المثقفين.. ولجم ألسنتهم.. وهم يرون سطوا ثقافيا بائنا.. وكان المدهش بالنسبة لي أن بعض أولئك المثقفين.. لم يكتف بدور الفرجة فحسب.. بل قفز في ركاب (الساطي).. إن صح هذا التصريف من سطو.. وكان ذلك أشد إيلاما.. وحين كتبت حلقات ثلاث وختمتها بتساؤلي عن المسؤولية الأخلاقية للمثقفين في ما حدث ويحدث.. فقد انتظرت أن أقرأ شيئا لقبيلة المثقفين.. بعد أن فتحت الباب حتى كدت أياس وأغلقه.. فإذا بالكاتب والقاص والناقد الأستاذ عيسى الحلو يغمس مداده ويطرح على صفحات الزميلة الرأي العام الغراء رأيا خلاصته أن ما طرحته أنا كان صحيحا.. وكان للأستاذ الحلو أن يبني عليه.. غير أن عيسى الحلو كان له رأي آخر.. فقد كتب الحلو يقول.. (الأستاذ الصحفي الكبير محمد لطيف كتب حول مركز عبد الكريم ميرغي كمؤسس لجائزة الطيب صالح في القصة والرواية. ويقول محمد لطيف إن هذه الجائزة حصرياً من حق مركز عبد الكريم ميرغني صاحب المبادرة الحقيقية (الأولى) وليست زين التي تبنت الجائزة فيما بعد!.. إذاً محمد لطيف يريد حصر الجائزة في مركز عبد الكريم ميرغني!!.. وعندي أن هذه ليست المسألة الجديرة بالنقاش وإثارة الموضوع أصلاً!) ونقف عند هذا الجزء مما كتب عيسى.. ونقدم له سؤالا بريئا.. إن كان ما كتبته ليس جديرا بالنقاش فلم وقفت عنده أنت أصلا؟.. ولم لم تفترع فكرتك الجديدة التي تستحق النقاش والإثارة بعيدا عن موضوعي هذا غير ذي الجدوى الثقافية..؟ ولكن دعونا ننظر أولا في موضوع الناقد عيسى الحلو الذي يراه جديرا بالإثارة والنقاش والتناول.. يقول ناقدنا.. (المسألة عندي لماذا هما جائزتان لمبدع واحد؟ حتى وإن كان هذا المبدع في قمة الإبداع.. الألمان وضعوا (جوته) في القمة وصنعوا له مراكز ثقافية في كل عواصم العالم دون أن يغيب الألمان.. توماس مان.. وهيدغر وجنتر جراس وهيرمان هيسة!!.. أما كان من الممكن أن يتقاسم المجذوب أو محمد عبد الحي أو التجاني الماحي أو التجاني يوسف بشير!! الطيب صالح قمة في داخل تيارات الثقافة السودانية (إرثاً ومعاصرة).. وكل تلك القمم في حالة تجاور وتماس.. الثقافة السودانية القومية لا تعبر عنها.. قمة إبداعية واحدة؟.. هكذا يجب أن ننظر للموضوع.).. حسنا.. هذه هي قضية الحلو.. وحين نحلل قضية الحلو نجدها تتسق مع قولنا.. طالما سبق مركز عبد الكريم ميرغني بتبني جائزة باسم الطيب صالح فقد كان حريا بزين.. أن تتبنى جائزة أخرى باسم قمة أخرى من قممنا عوضا عن مزاحمة عبد الكريم ميرغني في قمة واحدة هي الطيب صالح.. أليس هذا ذات المعنى الذي عناه عيسى الحلو بسؤاله ؟.. لماذا جائزتان باسم الطيب صالح..؟ ولو كان الناقد عيسى الحلو جريئا بما يكفي وشجاعا في قول الحق.. لثبت لعبد الكريم ميرغني جائزة الطيب صالح ولطالب زين بتأسيس جائزة أخرى لقمة أخرى من قممنا الثقافية كما قال.. وأخيرا ثمة سؤال يفرض نفسه.. لقد بدأ التنافس.. أو بالأحرى التنازع.. على قمة الطيب صالح منذ أكثر من سنوات عديدة.. بدخول زين حلبة التنازع.. فأين كان قلم القاص والناقد والكاتب والمثقف عيسى الحلو كل هذه السنوات؟.. ألا يقال إن المثقف ضمير الأمة..؟ ولِم انتظر حتى كتبنا نحن..؟؟!!