ابراهيم دقش : نفرة “أيلا” والهجمة المعاكسة!
(نفرة) “محمد طاهر أيلا”، والي الجزيرة، للأخذ بيد ولايته من وهدتها التي طالت واستطالت تستحق التعاطف معها، وليس بالضرورة معه هو، رغم أنه يستحق الوقوف إلى جانبه باعتباره من شخص الداء وعرف الدواء، وبالتالي يحتاج إلى المعينات والمعونات وأيادي الخير من خارج المتاح مركزياً وولائياً من موارد ومن عطاء، خاصة من أبناء وبنات الجزيرة التي دعمت سنين عدداً اقتصاد البلاد، بل وكانت عموده الفقري أيام الاستعمار وفي بواكير الاستقلال، فقد درسونا في الثانوي أن أكبر مشروع زراعي في الشرق الأوسط وأفريقيا، إن لم يكن في العالم كله، يروى بالري الانسيابي هو مشروع الجزيرة في بلاد السودان.
وقد قيض الله هذا الـ”أيلا” لولاية الجزيرة التي “داهمها” إدارياً وفسادياً ليقتلع الأدواء المسلمات من جذورها، ويضطلع لها بعهد جديد، لا يداري ولا يواري من جهة، ولا ينصاع أو ينقاد لـ”الشللية” القائمة ومراكز القوى المنتشرة أو النافذة من جهة أخرى، ولهذا كانت الحرب عليه من (الداخل) و”الدواخل” بدليل شعارات سبقت انعقاد نفرته في الخرطوم الأسبوع الماضي منها: (بلد فيها “أيلا” يا حليلها)!! وهو نوع من التخريب المتعمد لعمل ينفع الناس.. ونفس الجهة التي سعت لتخريب نفرة “أيلا” في الخرطوم لم تصب نجاحاً، لأنها دعت لعدم التبرع فيما التبرعات في قاعة الصداقة يوم (الاثنين) الماضي وفي حضور الرئيس “البشير” كانت مدراراً، بدون تفاصيل.. مليارات بدأها “معاوية البرير” و”أمين عبد اللطيف”، وانسابت بأرقام أدنى من غيرهما فيهم اتحاد زراعيي الجزيرة ونقاباتها، مما يعدّ نصراً لوالي الجزيرة خاصة وأن الاستجابة لـ”النفير” طالت أبناء الجزيرة في الغربة مثلما شملت رجال أعمال في الداخل.
الذي أفزعني حقيقة كان ذلك الشاب الذي يحمل في يده مشروعاً (يابانياً) ويبشر بأن المندوب الياباني حاضر بالسودان، ويعلن أنه فشل في الوصول للرئيس “عمر البشير”، وانتهز فرصة النفير وقدمه له في قاعة الصداقة لمصلحة ولاية الجزيرة.. فما أزعجني في كلام ذلك الشاب، أن رئيس الدولة ليس “سمساراً” أو “وسيطاً” حتى يقابله القادمون من اليابان وبلاد تركب الأفيال لعرض مشاريع يتبرعون بها فيما “القنوات” مشرعة ومتاحة اللهم إلا إذا كان القائمون عليها يربضون في أبراج عاجية.. أو أن هناك عقبات عصية على التجاوز أو الفهم.
ابحثوا معي عن الإجابة!!