محمد لطيف : تخصيص مستشفى الخرطوم.. لجامعة الخرطوم
السيد الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير.. حفظه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.. السيد الرئيس:
لإنهاء الجدل الذي ثار حول (بيع) بعض أجزاء من جامعة الخرطوم أو انتقال مجمع الطب إلى سوبا حيث المستشفى إن كان حقا أو باطلا كليا أو جزئيا..
لقد قامت الدولة كما سائر الدول المحترمة والمتحضرة برعاية التعليم ودعمه بتخصيص الأراضي والمؤسسات له.. كذلك قام كثير من الخيرين بوقف بعض ممتلكاتهم الخاصة لبعض تلك المؤسسات من أجل تطويرها وترقيتها ولمقابلة احتياجاتها في التوسع المستقبلي مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المؤسسات العلمية هي بمثابة الأوقاف، إما السلطانية أو أوقاف الأفراد.. وأنها مثل سائر المؤسسات التي سبقتها في العالم تنشأ على التأبيد.. وهي مؤسسات مملوكة لسائر الأمة وهي مؤسسات عامة علمية بحثية تدريبية استشارية وليست مثل المؤسسات المملوكة للأفراد والشركات بغرض الاستثمار.. وإذا نشأت لها احتياجات للتوسع لا تستطيع شراء الأراضي لأنها غالبا في مناطق مركزية غالية يتهافت عليها أصحاب الأغراض الخاصة.. مثل سائر المواقع الحكومية المميزة.. بغرض الاستحواذ عليها للأغراض الخاصة المشروع منها وغير المشروع… وعند ما زار رئيس الجمهورية الأسبق المشير جعفر محمد نميري الولايات المتحدة الأمريكية.. ومعه عدد من وزرائه في منتصف سبعينيات القرن العشرين وطاف على عدد من الولايات التي بها عدد كبير من المبعوثين السودانيين وكنا حينها المبعوثين من الجامعة إلى جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس للتحضير للدراسات العليا وكانت بها جالية كبيرة من المبعوثين من عدد من الجهات الحكومية.. أن طرحنا عليهم فكرة أن تقوم الدولة بتخصيص أراض للجامعات الأربع القائمة حينها بالسودان.. الخرطوم والإسلامية والجزيرة وجوبا.. كما فعلت الحكومة الأمريكية في منح أراض للجامعات فيما عُرف ببرنامج “منح الأراضي للجامعات”
LAND GRANT COLLEGES
وراقت لهم الفكرة واقتنعوا وعند العودة صدرت لاحقا القرارات بتخصيص الأراضي لتلك الجامعات وكانت من الحسنات الكبيرة وحتى هذه جرت المحاولات الكثيرة لمنعها وتخصيصها لأغراض أخرى تحت مختلف الحجج مثل المحاولة التي تمت لأراضي جامعة الجزيرة.. والحمد لله أنها لم تنجح وإلا لكانت سبة باقية.. ونعلم أن للجامعة احتياجات كثيرة غير متاح تمويلها الآن كلها بالكامل ولابد أن يكون للدولة دور وإسهام في تلبية تلك الاحتياجات. وهذه الجامعة الأم والأب للتعليم الحديث العام والعالي في السودان الحديث وما حوله من البلدان. ولها القدح المعلى في تطور السودان الحديث وفي عدد من الدول الأخرى.. وقد فصلت هذا في مصنفي (جامعة الخرطوم ومتلازمة بناء الدولة الحديثة في السودان والخليج).. ولا أرى أنه من التوفيق في شيء أن تلجأ الجامعة لبيع أراض أو أي من ممتلكاتها.. إن صح هذا الأمر كليا أو جزئيا.. وعلى الجامعة كذلك دور مهم في أن تُحسن وتطور من أفكار وإدارة استثمار أراضيها وممتلكاتها وليس بالبيع كما تم لبعض الأراضي سابقا..
وأنا هنا.. ولا أدعي أية صفة تمثيلية لغيرى.. وإن اتفق البعض معي في ما ذهبت إليه..
أناشد السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير راعي التعليم العالي.. وكثير من كبار معاونيه الحاليين ومعاوني الرؤساء السابقين من خريجي ذلك الصرح العتيد.. مناشدة أن ينهي هذا الجدل الذي ثار.. بحق أو بغير حق كليا أو جزئيا.. وأن يوجه بـ:
1. تخصيص مستشفى الخرطوم وتوابعه وما حوله لمجمع الطب لجامعة الخرطوم لأنه امتداد طبيعي له..
2. أن يخصص مزيدا من الأراضي للجامعة أوقافا سلطانية على التأبيد خاصة تلك المجاورة للجامعة.
3. أن تسهم الدولة في تكملة الاحتياجات الضرورية العاجلة للجامعة وأن تقوم باعتماد موازنة تنمية للجامعة.
4. أن تقوم الجامعة بإحسان وتطوير وترقية مواردها.
وجامعة الخرطوم من رموز الفخار لهذه الدولة والشعب.
وما أردت إلا الإصلاح.
نسأل الله التوفيق والسداد
د. عثمان البدري
معهد الدراسات والبحوث الإنمائية
جامعة الخرطوم