من خلف أحداث جامعة الخرطوم ؟
جامعة الخرطوم التى تأسست عام 1902 باسم كلية غردون ثم تغير اسمها الى جامعة الخرطوم 1956 م هى من أعرق الجامعات السودانية والافريقية والعربية . دول العالم تهتم بالتعليم فى المقام الأول ، لان الشعوب تبنى أوطانها بالعلم . أكثر الجامعات فى العالم هدفها العلم وتخريج العلماء الذين يبنوا أوطانهم بالعلم ، ليس لتلك الجامعات إرتباط بالسياسة ولا الأحداث السياسية التى تجرى فى دولها ، لهذا نرى تقدم ثورة التعليم وتطور الدول وكفاءة الخرجيين الذين يساهمون فى تنمية أوطانهم على العكس ما عندنا حيث إرتبط التعليم بالسياسة وأصبحت الأحداث السياسية تؤثر فى التعليم لهذا تدنى مستوى التعليم عندنا وفقدت دور العلم هدفها الرئيس ومكانتها العلمية وخاصة المراحل المتقدمة منه .
المشاهد والمتابع للأحدث يجد أن جامعة الخرطوم للأكثر من ثلاثون عاما لم تستقر فيها الدراسة عام كامل بدون أحداث سياسية أو مظاهرات طلابية أو إغلاق مؤقت . قد يرى البعض منا هذا دليل للتحضر وتطور فى رسالة التعليم نقول له راجع تعريفك للحضارة وتابع الشعوب التى تحضرت وبدأت من الصفر والتعليم له رسالة خالد وسامية تبنى بها الدول مستقبلها ومستقبل أجيالها و تتقدم شعوبها . إذا ماذا كسبنا نحن من تلك الحضارة او رسالة التعليم ؟. مازلنا نتطلع لنصل الى ما وصلت اليه الدول الكبرى فى تخريج العلماء والأطباء والمهندسين وغيرهم وهم يساعدون فى تنمية وتطوير دولهم ولنشاهد دولا مثل ماليزيا والهند ومصر حتى أصبح طلابنا يبحثون عندهم العلم والمعرفة والنظام والإنتظام بعد أن كان طلاب الدول الاخرى يأتونا إلينا .
كنا من أوائل الدول فى مجال التعليم ويشهد لنا التاريخ والشعوب بجودة ونزاهة وكفاءة التعليم والمعلمين وأثبت طلابنا كفاءتهم وأبحاثهم وتميزهم فى دول مثل بريطانيا وأمريكا ونالوا الدروع والتكريم والشهادات التى تليق بهم وبالتعليم فى السودان. إرتباط الجامعات وخاصة جامعة الخرطوم بالسياسة هى من أكبر الأخطاء التى تحتاج لقرار شجاع من الحكومة بمنع ذلك فى كل مراحل التعليم وخاصة الجامعات ليتخرج طلابنا وطنين لخدمة دينهم ثم وطنهم وأهلهم . أحداث العام الماضى والذى قبله تسببت فى إزهاق أرواح و ضياع سنوات لطلابنا وقلت المعرفة والتحصيل العلمى عندهم وتسبب فى هجرة الأساتذة أصحاب الكفاءة والخبرة فى تلك الصروح العلمية ليفيدوا بها طلاب دول أخرى ليس عدم وطنية منهم ولكن للإهمال مكانتهم العلمية والتعليمية والوضع المادى وعدم إهتمام الدولة بالتعليم وكثرة الأحداث السياسية التى أثرة على التعليم والتحصيل .
الأحداث الأخيرة خلفها أيادى خفيه تريد أن تدمر الوطن وتنهكه كما أنهكته بالحروب والحصار وتعطيل التنمية والتقسيم وكثرة الاحزاب التى اصبحت عبئا على الوطن وهناك الايادى معادية للوطن وشعبه سواء كانت داخل الوطن أم خارجه وهى تتسبب فى تلك الفتن وخلق الأحداث لتعم الفوضى . يجب أن لا تمر هذه الاحداث مثل سابقتها ولا بدأ من وقفة حكومية وشعبية لمعالجة تلك الأحداث والظواهر السالبة الدخيلة على الطلاب والشعب السودانى التى أفقدت التعليم رسالته والوطن مكانته ولا بدأ من التربية والتوعية للأجيال بأهمية التعليم والعلم وإحترام المعلمين وعدم التدخل فى السياسة التى تؤخر ولا تقدم وتدمر ولا تعمر . الإهتمام بالتعليم والمعلمين ووسائل التعليم مطلب وطنى وشعبى وحكومى يشارك فيه كل المجتمع لان التعليم هو واجهة الشعوب وحضارتهم وهو سبب رئيس فى تقدم الدول .
وتقدمها . العلم يرفع بيتا لا عماد له *** والجهل يهدم بيت العز والشرف