حسين خوجلي

تُرى هل تفسد الترجمة الشعر؟!


> في كل أنحاء الدنيا كل مواطن صالح ومتصالح يصبح شاعراً كبير إذا مسّه الحب إلا في العالم العربي؛ فإن مواطناً غير صالح وغير متصالح يصبح شاعراً صغيراً إذا مسّه الدولار.
> إن الأدعية المأثورة مطلوبة على ألا تكون من اللسان فقط، ولذلك فإن الله أعطى للإنسان حرية أن يدعو بما يشعر به ويحسّه.. ويعجبني ويهزّني دعاء شيكسبير: «أرجو أن يكون الخالق رجائي وسندي ومرشدي ونوري الذي يضئ عقلي ومهابط أقدامي».
> كان الراحل الشاعر صلاح أحمد إبراهيم يحبُّ أميرسون ويردد مقولته الخالدة «إن الرجل العظيم الواحد يشكل أغلبية».. وله أيضاً: «إن الداء الذي يعانيه الفكر البشري اليوم هو الحاجة للإيمان العملي لا التجريدي»..
> عندما دخل الاجتماع كان مضطرباً فقد كان الجميع يرفلون في ثيابهم البيضاء الناصعة وبزاتهم اللامعة وكان هو يرفل في «الأڤرول» فقد جاء من العمل مباشرة ولكنه اطمأن حين أرسلت له شابة شاعرة ونقابية ورقة كتبت عليها: لا مشكلة إن اضطررت للباس مهمل.. ولكن دائماً احتفظ بالنفس التي تغطيها الملابس النظيفة جداً.
> كان أستاذنا في علم الفلسفة السياسية يقول لنا دائماً إن كل الكتب والأشعار والحكم والأمثال والقصص المعبّرة الصالحة قد وُثّقت ولم يبق سوى أن تُوضع موضع التنفيذ..
> أجمل ما في اسم «أمل» للبنات أنه يحتمل الطفلة والأم والجدة، ومذكرته التفسيرية أنه ما دام هنالك ثمة حياة فهناك أمل.
> قال لأبنائه: لا تزعجوني، نعم أنا مريض وعجوز ولكنني لن أتوقف؛ فالرجال يبدأون بالحب وبه تزوجت أمّكم، وينتهون بالطموح وبه أسّست مشروعاتي الصناعية.. وغالباً لن أجد الراحة إلا بعد أن أموت.. تفرقوا بعد هذا على قناعة لكنهم كانوا يبكون..
> قال لي: لقد وجدت حزباً وجماهير وتمويلاً، ولكنني مازلت أبحث عن شعار، قلت له: إن كنت صادقاً فعندي لك قضية أما الشعارات فهي على «قفا من يشيل» وقضيتك وقضيتنا جميعاً أن دماء مَن يحبّ وطنه هي بذور شجرة الحرية.
> أقرأ في بعض الصحف إنتقاداً مراً لشخصيات بعينها وشخصيات إعتبارية، وأرى لمساً غليظاً لفساد وتجاوزات وعندما أطالع صحف اليوم التالي ولا أجد رداً، أتواضع وأقول إن الذين نالهم النقد وصمتوا، هم على أحسن الفروض «نصف مذنبين»، وهذه لوحدها تعني السجن أو الغرامة أو العقوبتين معاً.
> وقف القائد الثائر الذي أدار المعركة حتى النهاية وقال لجنوده في شمم وهم يدفنون إخوتهم في مجاهل الثغور: إن هؤلاء الذين تدفنونهم وقد قُتلوا في سبيل عقيدتهم وأوطانهم سيملأون هذا القبر الناضر بالشرف الوطني والمجد الذي يُشعل ضريح الجندي بالكبرياء. إن هذه اللحظة محض جمال والجمال يُبكي الشجاع.
هتف الجنود وهمس أحدهم للآخر: إن أجود وأشرف منابع الخطابة تلك التي تولد في الأحراش والمنافي.
> تغنى عبدالمنعم عبدالحي وسيد خليفة بالرائعة المستمرة الرمز «ابني عشك يا قماري قشة قشة».. إن عشاً مضفوراً بالسعادة والرضى أفضل من ألف قصر مشيدة بالتوجّس والخوف.
والخواجات أيضاً يعرفون هذا السكن ولكن ببعد أعمق منّا بكثير حين تغيب عنّا المعاني، ولهم في ذلك: «إن أي مكان عتيق يمكن أن أعلّق فيه قبعتي وأسترخي بلا وجل ولا ضوضاء لهو بيت جميل بالنسبة لي ولأسرتي الصغيرة».
> في ليلة شاتية بإنجلترا وجدنا مطعماً صغيراً كان شعاره «الضيافة هي نار موقدة وطعام قليل وهدوء كبير»:
hospitality consists in alittle fire, alittle food, and an immense quiet
> تعالوا مساء أو صباحاً
تعالوا بلا انتظار وبلا موعد
تجدوا الأحضان بحجم الحقل لاستقبالكم
تجدون الحفاوة وظلال المشاعر
الدافئة.. وكلما تواثبتم أمامنا ازددنا بكم تعلُّقاً..
وبعدها تساءلت: تُرى هل تفسد الترجمة الشعر؟!
> قصة قصيرة
تسلّل إلى سويداء قلبك
وبقلب نابض وأصابع تتشهَّى البيانو
اقرعِ الباب
واهمس في حذر: عزيزي وقلبي الفيّاض، ماذا
تحبُّ وماذا تعرف؟
> هو ليس ابن عباس رضي الله عنه مع جلالة قدرة.. وليس نهج البلاغة للإمام علي كرم الله وجهه، بل هو صوت آخر من أصوات الإنسانية المعافاة، هو «لمتر جوفينال» حين قال: «عقل سليم في جسم سليم هو شئ جدير بالصلاة».