اسحاق الحلنقي : عقرب داخل أستديو الإذاعة
٭ قال لي الفنان الراحل العاقب محمد حسن إن الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية (عليها الرحمة) هي أول فنانة سودانية تتعرض لإطلاق الرصاص عليها وهي على خشبة المسرح، وبالرغم من ذلك لم تتوقف هذه الفنانة العملاقة عن الغناء، ظلت الفلاتية تقف شامخة على خشبة المسرح تواصل تغريدها متحدية أولئك الذين يروجون إلى أن الفن حالة من الأنفلونزا تأخذ أيامها ثم تمضي دون أن تترك أثراً، إلا بقايا من زكام، قال عنها الفنان الكبير محمد عبد الوهاب إنها أعظم فنانة قادمة من بلاد استوائية الغروب أستمع إليها.
٭ كان الشاعر محمود أبو العلا لا يمل الاستماع لأغنيات الفنان الراحل رمضان زايد، وكان يعلنها صريحة أن أغنيته (أنا ليتني زهر في خدك النادي) قادرة على منافسة أعظم أغنيات عرفها تاريخنا الموسيقى، أما الفنان عبد الكريم الكابلي فقد كان يؤكد دائماً أن الطريقة التي كان يعزف بها الفنان حسن عطية من حقها أن تدرس في أعظم الكليات الموسيقية في الوطن العربي، من جانب آخر أكد وردي أن عبقرية الألحان التي يتمتع بها (كرومة) تمنحه الحق في أن يحصل على التاج الملكي لأغنية الحقيبة.
٭ في صباح خريفي بدأ المذيع الراحل أحمد قباني في قراءة نشرة الأخبار الرئيسية من إذاعة أم درمان.. واصل قباني قراءته للنشرة دون أن يتنبّه إلى أن هناك عقرباً راقصة متجهة إليه وهو داخل الأستديو .. أحسَّ قباني برعشة من فزعٍ مكتومٍ يستولي عليه.. فأخذ يسأل نفسه: كيف الخروج من هذا المأزق.. خطرت بباله أن يقوم بقطع قراءته للنشرة والنجاة بعمره من لدغة مؤكدة، ولكنه تذكر أن مدير عام الإذاعة الراحل التاج حمد سيرمي به إلى الشارع العام ، إلا أن العقرب ربما أحست بما يشعر المذيع المرعوب به فأكرمته بتغيير وجتها إلى خارج الأستديو
٭ ظل الفريق أول الفاتح عروة مستمراً في الحديث في لقاء جمع بيننا عن أيامنا الأولى في مدينة كسلا، شعرت أن هناك ظلالاً من دموع قد بدأت تتسلل إلى عينيه، مما أكد أن قلبه لم يزل معلقاً بعبق القباب الصباحية البيضاء في المدينة، قد يسافر الإنسان إلى مدن بعيدة يتجول بين أحضانها، وقد تكون هذه المدن مضاءة بالثريات الملونة وحين ما تتمشى على شوارعها تحس بأنك تتمشى على بساط من نور، ونفس هذا الإنسان وبالرغم من كل هذه الألوان الجمالية من حوله تجده يحن إلى أيامه الأولى في مسقط الرأس ولو كان مجرد شجرة على طريق.
٭ أثناء حوار أجرته الإذاعة مع الفنان محمد الأمين، وجه له مقدم البرنامج سؤالاً عن متى سيعمل على تقديم أغنيته الجديدة (اللارنجة)، فأجاب أبو اللمين ضاحكاً بعد أن ينتهي موسم (منقة) الحلنقي في سوق إذاعتكم، جاء ذلك أثناء قيام إذاعة السودان بتسجيل عدد من الأغاني المعبأة بألوان من الفواكه القادمة من السواقي الجنوبية في كسلا الأسطورة ، وقد شهدت تلك الأيام محمد سلام كان يتغنى بأغنية (اتعزز الليمون) كان التاج مكي ينغنى بأغنية (العنبة) أما البلابل فقد اخترن (لون المنقة) التي أصبحت أيامها مثل رقصة العروس لا يهنأ العريس إلا إذا نال منها (شبالاً).
هدية البستان
يلاك بعيد نرحل لدنيا حنيه ..
نعيش لوحدينا والسيرة منسيه
أوسدك قلبي وأرعاك بعينيه
وأسقيك مياه توتيل علشان تعود ليا