عبد المنعم مختار : الإختناق
< احتكرت المذيعات السودانيات نشرة الأخبار (رجالة).. و(حمرة عين) تساعدهن موهبة جامحة وطموح يتجاوز المستحيل بقوة نون النسوة.. ونون الوقاية من الرتابة والجمود.. وقد سبقت قناة الـ (MBC) القنوات الأخرى بخطوة عندما دعمت مكتبها الإخباري بأصوات (ناعمة) مثل نيكول تنوري وريما مكتبي.. وبراعة خديجة بن قنة.. ونبوغ الحسناوات في هذه اللونية الجامدة يعود لحساسيتهن القوية تجاه الأخبار بصفة مطلقة.. وفي السودان تميّزت هيام الطاهر وأماني عبد الرحمن وهنادي سليمان. < دائماً ما تسقط الكيانات في ألق التنظيم داخل (جب) التقاعس.. لذلك دعونا نتخطى المسمَّيات وندخل في (زووم) العطاء من غير أجندة مسبقة.. فالتخطيط عندنا يرتبط بالتطويل والتبويب.. ورقاد العناقريب في هواء الهمبريب. < لا أدري لماذا يظل التوثيق مرتبطاً عندنا بشهادة فقدان الإبداع؟.. بمعنى أن الفنان بمجرد أن يرحل من هذه الدنيا إلا ونحشد المكان والزمان برحيق عطائه الذي كان (مركون) على الهامش.. والتنظير الكثير علّمنا المشافهة وترك الأوراق البيضاء خالية من التحبير.. لذا مات الإبداع عند غالبية الذين يعيشون على الهامش.. والمدهش حقاً أن يحيا هذا الإبداع عندما يموت الفنان. < أغنية الفنان الراحل الجابري التي تقول (جيت لقيت باب الغرام فاتح .. يا مسكين ودخلتا)، هذه المقاطع وضعها صغار (نجوم الغد) كمدخل ودخلوا سوق الفن للبحث عن صفقة داوية لبراعتهم في تقليد الأغنيات الأصلية تحت وصايا لجنة متخصصة. < مرحلية الأغنية وتنازلها عن أسمى معانيها تجسده أغنيتان، الأولى تقول (نظرة يا السمحة أم عجن) والثانية تعترض قائلة (أمسكي عليك عيونك ديل). < المسرح يحاول عبثاً الخروج من (الإختناق)، وقد أتته الفرصة تجر أذيالها بمناسبة تظاهرة مهرجان المسرح ونخشى كثيراً أن ينكشف الفشل المخبوء تحت أضواء الفلاشات والتقييم المرصود. < استغرب كثيراً لنزاع شاعران في قصيدة واحدة واستبعد تماماً توارد الخواطر لأن الإنفعال بكل كيميائة مثل البصمة لا يتكرر أبداً ناهيك أن يسير الحجل بالرجل من بداية القصيدة وحتى نهايتها.. وقبيل الوصول للمحكمة يظل واحد منهما (يضاري) كذبته في خوف متعجل. < أعاد التلفزيون قبل فترة مسلسل (وادي أم سدر) فاكتشفت أن الموهبة المتفجرة التي تتعثر بسوء التنظيم.. وتذكرت قصة المسلسل التي كانت بكاملها لحل الراكوبة المنصوبة.. فالكوادر الفنية لو وجدت تقنية هذا الزمن لخرجت من حوش الرتابة مرفوعة الرأس. < أتساءل عن الفنانة سمية حسن بذلك الصوت (السنين) وهي تتوقف مجبرة بداء التكاسل.. ولو فطنت لرفقائها من دفعة الحلم العربي لأدركت تظلم جمهورها قبل تظلم نفسها. < بالمناسبة عبد العزيز المبارك كان يجتاز (طريق الشوق) بطعم يا عزنا والقمرة في ليل الغريب. < الممثلة تماضر شيخ الدين كانت لحظة عبق ندية سرقت منها الغربة ذلك الرحيق ولو انتظرت قليلاً في السودان لهزمت كل خيبات الدراما عندنا. < أغاني وردي مازالت تعالج فينا كل انكسارات الشوق الذي وضعه بعض صغار الفنانين كبرنامج للشوفونية.. والقفز بالزانة لبلوغ الشهرة.. وأغنية تقول كلماتها: بيني وبين النهر عشانك عشرة بتبدا وبين عيني وخد الوردة بتبقى مودة. < هذه الأغنية كافية لإزالة كل الإحتراقات التي يمنحنا إياها المغنواتية. < الأستاذ معتصم الجعيلي امكانياته أكبر من قناة يهزمها (التردد) الواسع ونتمنى أن نستفيد من تجاربه دون أن نخل بهرمنة هارموني. < قضيت عمري لاهثاً يرفض من جبيني العرق أبحث عن جزائر مجهولة سحيقة عن نغم يشدّني الى جذور الصحو في مواسم الألق عن أحرف تومض لا تكتب على الورق.. انتحب الزوال وارتجفت مراوح الظلام تجرحني خناجر السؤال ما كل ما نحسه يكتب أو يقال. < الشاعر كجراي رسم لنا خارطة العشق المغلف بالحزن… و(تركنا نتهاتى بالعشم).