موظّف سابق في “كوكا كولا”: ما رأيته في الشركة “مرعب”
أثار تحقيق صحافي نشرته “تايمز” الغضب إزاء شركة “كوكا كولا”، إذ كشف أنها تنفق ملايين الدولارات سنوياً لدحض ما لا يمكن إخفاؤه، فهي تدفع لخبراء في الحمية لمواجهة الدعوات بأن منتجاتها تسبب السمنة.
أحد موظفي “كوكا كولا” السابقين، يدعى كرس هيمينغز، نشر مقالاً في صحيفة “إندبندنت” قال فيه إن نتائج هذا التحقيق لم تثر استغرابه، لأن ما شاهده خلال عمله كان مرعباً، وعلّق “أي شخص ساذج يمكن أن يصدق دراسة تقول إن هذه المشروبات الغازية لا تسبب السمنة سيكون أحمق”، لكن المشكلة ليست هنا، وإنما فيما تفعله الشركة يوماً بعد يوم لتعزيز منتجاتها.
وأوضح أنه بدأ العمل مع الشركة عام 2009 كمندوب للمبيعات، وقال إن الأمر لم يستغرق أكثر من يومين ليفقد كل حماسته، ففي اليوم الثالث صادف تلميذاً لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، ويحمل بيده علبة لترين من مشروب “سبرايت” التي تحوي 134 غراما من السكر، أي ما يعادل 144 بالمائة من حاجته اليومية.
وتحدث هيمينغز عن أساليب الشركة في التسويق ومبادراتها الجديدة لفرض منتجاتها، وإجبار أصحاب المتاجر على ملء ثلاجاتها بغض النظر عما إذا كانت ستباع أم لا.
وأوضح أن المبيعات ازدادت بشكل كبير، وسجلت ارتفاعاً بمئات النقاط سنوياً عند طرح مشروب الطاقة “ريد بول” في الأسواق.
واجتماعاً بعد آخر، كان يُطلب منهم البحث عن المدارس الكبيرة، واستهداف الأطفال “لأنهم يحبون هذه المنتجات”، قائلا “إن علبة النصف لتر من مشروب “مونستر ريبر” ليست فقط تحوي 47 بالمائة من السكريات التي تحتاجها خلال يومك، وإنما أيضا 160 ميليغراما من الكافيين، أي ما يعادل كوبا ونصف من القهوة، “حاول أن تعطيها لابنتك المراهقة”.
وعندما بدأ الأساتذة يشتكون من مشروبات الطاقة التي يتناولها التلاميذ، منعت العديد من المدارس بيعها داخلها، وبكل بساطة كان رد فعل الشركة، إذا لم يكن ممكناً بيعهم إياها داخل المدارس لنفعل ذلك خارجها.
ثم أخذت “كوكا كولا” توزع ثلاجاتها في كل مكان، أكشاك بيع الجرائد، ومحلات بيع الشطائر، والمقاهي، لتصل منتجاتها إلى الناس مع الصحيفة التي يقرؤونها أو مع كيس البطاطا.
وأوضح أنها تدفع ملايين الدولارات لترعى مناسبات رياضية تقيمها الفيفا مثل الألعاب الأولمبية وكأس العالم، بحيث ترتبط الرياضة والنشاط البدني بـالمشروبات الغازية، دون أن يتاح للناس التفكير بالجانب الأخلاقي وراء اتخاذ قرارات كهذه، قائلاً “كوكا لا تهتم بزبائنها، إنها فقط تركز على ما تريد أن تأخذه منهم”، ضاربة عرض الحائط بصحتهم ولياقتهم.
العربي