نجل الدين ادم : وتاني وفد!!
قرأت أمس في الأخبار عنواناً عن زيارة وفد من الحزب الاتحادي الأصل بقيادة “أحمد سعد عمر” والوزير السابق د. “الفاتح تاج السر” إلى القاهرة، (الثلاثاء)، لمقابلة رئيس الحزب بالإنابة ورئيس قطاع التنظيم مولانا “محمد الحسن الميرغني” بشأن بحث عدد من القضايا المتعلقة بالحزب، ما يعني أن الوفد قد غادر بالفعل يوم أمس ووصل إلى قاهرة المعز.
قبل يومين عاد وفد من ذات الحزب بعد أن التقى “الحسن” المعتكف هناك، ولا يعرف الرأي العام ولا القاعدة الاتحادية حتى الآن تفاصيل ما دار في اللقاء الذي بالتأكيد هو لقاء تنظيمي بحت في زيارة ليست للمجاملات الاجتماعية أو غيرها.
الخبر الذي نقله المركز السوداني للخدمات الصحفية أشار إلى أن اللقاء سيقف على سير أداء قيادات الحزب بالوزارات المختلفة والشراكة في الحكومة، وتقييم أداء الحزب في الفترة السابقة، وأخذ بعض التوجيهات من رئيس الحزب للعمل بها من أجل دعم الشراكة في الفترة المقبلة.
لا أتصور كيف يدار هذا الحزب العريق ورئيسه والرئيس المكلف بعيدان كل البعد عن القيادات والقواعد، “الميرغني” الكبير بعاصمة الضباب و”الميرغني” الصغير بقاهرة المعز محتجاً ومتعللاً بعدم تكليفه بأي ملف في رئاسة الجمهورية، بمعنى أنه (زهج) من عدم العمل.. كان حرياً بـ”الميرغني” الصغير طالما أنه لم يكلف بأي ملفات برغم أن ذلك ليس بعذر وجيه، كان حرياً به أن يعمل على ترتيب بيته الحزبي من الداخل وهو يعاني حالة فراغ إداري لا يعرف أقرب القيادات بالحزب ما يدور في كواليسه، فقد نسي أعضاؤه آخر مؤتمر عقده الحزب! وهذه ليست بصيغة مبالغة سيما وأن أعضاء في هذا الحزب لم يكونوا في حيز الوجود عند عقد آخر مؤتمر عام للحزب، والكثير من أعضاء الحزب باتوا الآن في رصيف انتظار الفرج في ظل هذه الحالة الضبابية لمستقبل الحزب، وآخرون سخطوا واختاروا أن يعلنوا حالة عصيان على ما يجري، وآخرون ابتعدوا عن الساحة السياسية تماماً.. هذه الأحوال تستدعي من الحزب أن يعمل على إعادة صفوفه وإلا فإن الحراك السياسي لن يتوقف انتظاراً لإصلاح ما اعوج.
ذيل الخبر، ذكر أن السيد “الحسن الميرغني” شرع في إعادة تنظيم مكتبه بالقصر الجمهوري وقام بتعيين مدير لمكتبه بجانب سكرتير خاص، وهذا يعني حسبما ورد أن مولانا الصغير سيعود إلى القصر الرئاسي في مقبل الأيام القادمة، لكنني وبهذا الحراك غير المتوازن في هذا الحزب لا أتوقع أية نتائج لزيارة هذا الوفد، سيعود الوزير “أحمد سعد عمر” ورفيقه دون أية نتائج، وربما يغادر وفد آخر لذات المهمة ويعود.. وتدور الدائرة.
إدارة هذا الحزب العريق بهذه الطريقة العقيمة سيعود مردودها على قيادة الحزب وقياداته، وسيصحو الحزب في يوم من الأيام ولن يجد من الجماهير إلا قلة قليلة، لذلك فإن الأجدى والأنفع للسيد “الحسن” أن يعود ليضع حداً لحالة الفراغ السياسي التي تضرب حزبه.. والله المستعان.