تحقيقات وتقارير

سعد أهالي منطقة جبرة بالخطوة فالمنطقة تكاد تخلو من مستشفى للطوارئ.. لكن لماذا تم تحويل جهاز الأشعة المقطعية للأكاديمي؟ الزلزال 8 + صورة

يشير دكتور مامون حميدة إلى أن عدد طلاب جامعته في البان جديد لا يتعدى العشرة وبالتنقيب في ملفات المستشفى نكتشف أن العدد أضعاف ذلك.. المستندات تؤكد والكشوفات تحوي أكثر من “30” طالبا في تخصص النساء والتوليد وحده..!! الزلزال 9

** في مقدمة هاتين الحلقتين ثمة ما ينبغي تكراره.. وكما العهد، في مبتدر كل زلزال ثمة ما يجب التذكير به؛ أننا نسعى من خلال عملنا الاستقصائي هذا أن نبحث عن الوقائع التي تعضد وجود (تضارب للمصالح) بين (المستثمر) الشاغل لمقعد (التنفيذي الأول) في حقل الصحة الولائي، مع طرح التساؤل؛ هل ثمة منافع تترتب على تسنمه الموقع؟ وكما هو الحال في كل حلقة من حلقات (الزلزال)، سنفرد مساحة اليوم لوقائع محددة، نعضدها بدأبنا المعتاد؛ مساحة للمستندات. تتعلق الواقعة الأولى بمستشفى جبرة للطوارئ والإصابات، وحكاية (جهاز الأشعة المقطعية)، الذي اتخذناه كنموذج ساطع يمثل ذروة سنام (تضارب المصالح)، ومن خلال التفاصيل سيتجلى المعنى الباهر ربما لـ(استغلال النفوذ). أما في الحلقة التي تحمل الرقم (9)، طي هذه الصفحة، فنتناول خلالها رواية دكتور مامون حميدة القائلة بأن عدد طلاب جامعته في البان جديد لا يتعدى العشرة، حسبما أشار في وقت سابق لصحيفة الصيحة، رداً على جزئية تتعلق بتدريب طلاب جامعته في مستشفى البان جديد، وما إذا كانوا يدفعون أسوة بزملائهم في الكليات والجامعات الأخرى، فبالتنقيب في ملفات المستشفى اكتشفنا أن العدد أضعاف ذلك..!!

* قبل أن تؤول المستشفيات لولاية الخرطوم، كان مستشفى جبرة يتبع لوزارة الصحة الاتحادية، وكان يستغل لأنشطة مكافحة الملاريا، حتى أنه كان يعرف بـ(حوش الملاريا).
* في وقت لاحق زار المستشفى علي عثمان محمد طه، النائب الأول السابق، مع وفد من التنفيذيين في الوزارة، وكان طه حينها ممسكا بملف الصحة، وتقرر أن يرفّع إلى مركز للطوارئ يخدم كل المنطقة، ورصدت ميزانية لتطويره.
* سعد أهالي منطقة جبرة، بالخطوة، كون المنطقة تكاد تخلو من مستشفى للطوارئ.
* عند أيلولة المستشفيات للولاية، تمسكت الوزارة الاتحادية بالمستشفى وحولته إلى مكاتب إدارية، مما أدى لتذمر الناس.
* تدخل النائب السابق مرة أخرى، وأمر بأن يتبع مستشفى جبرة لولاية الخرطوم، ومن دون تعويض، كما كانت الوزارة الاتحادية تطالب.
* بالفعل في عام 2013، قررت وزارة الصحة ولاية الخرطوم أن يكون مستشفى جبرة بديلا لحوادث الخرطوم للإصابات والطوارئ، ومرة أخرى تفاءل مواطنو جبرة.

* في نفس العام (2013) انطلق العمل في المستشفى الأكاديمي، وأُسس مبنى للطوارئ والإصابات من أموال التنمية في الولاية.
* ساد في بعض الأوقات جدل حول تغيير غرض مستشفى جبرة من مستشفى للطوارئ والإصابات، إلى مستشفى للقلب، ولا أحد يفهم لماذا حدث ذلك.
* استمر هذا الجدل وقتا طويلا، ولكن لم يتم أي من الأمرين، والأهم أن الأعمال في مستشفى الأكاديمي كانت تجري على قدم وساق، إلى أن تم افتتاحه وتشغيله، و(جبرة) قابع في محله.
* في مطلع العام 2014، وتحديداً في فبراير منه، خاطب عادل محمد عثمان، وزير المالية والاقتصاد بولاية الخرطوم، وزارة الصحة الولائية، بشأن الاستفادة من مبلغ مليون يورو كانت مخصصة لتمويل مشروع زراعي ممول عبر الصكوك، ووقف عدم توفير العملة الحرة من بنك السودان عثرة دون تنفيذه، راجياً أن يذهب الدعم لمستشفيي الخرطوم بحري وجبرة.

* بعث الدكتور مامون حميدة، وزير الصحة الولائي، بفاتورة إلى عادل عبد العزيز وزير المالية الولائي تحوي عرضاً لشراء جهاز أشعة مقطعية.
* طالب الدكتور مامون حميدة بتخصيص مبلغ بالدولار؛ حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه، لجهاز الأشعة المقطعية المذكور، وذلك من جملة أربعة ملايين وثلاثمائة ألف جنيه تقريباً قلنا إن المالية الولائية خصصتها لدعم مستشفيي بحري وجبرة.
* في أسفل الفاتورة نقرأ بوضوح ما يلي: (الأخ الأستاذ عادل، وزير المالية، أرجو مساعدتكم في استعمال المبلغ المقترح من المالية لصالح شراء ماكينة الأشعة هذه، مع الشكر). والتوقيع لدكتور مامون حميدة.
* وزير المالية لم يتردد في الموافقة لجهة أن وزير الصحة أعلم باحتياجات وزارته وأحرص على مصلحتها.
* لم تحدد الصحة الولائية اسم الجهة التي ستستفيد من الجهاز، علماً بأن الدعم بحسب مخاطبة المالية كان ينبغي أن يذهب لجبرة وبحري، لكن تم تحويل الجهاز لمستشفى الأكاديمي الذي يدرب فيه طلاب جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا المملوكة للوزير.
* قطعا لم يحتج أحد، لكننا الآن نسأل: بأي المبررات فعل وزير الصحة ذلك؟ ولمصلحة من؟.

** يشير دكتور مامون حميدة إلى أن عدد طلاب جامعته في البان جديد لا يتعدى العشرة وبالتنقيب في ملفات المستشفى نكتشف أن العدد أضعاف ذلك.. المستندات تؤكد والكشوفات تحوي أكثر من “30” طالبا في تخصص النساء والتوليد وحده..!! الزلزال 9
* ثمة إجابة مبذولة على لسان الوزير الدكتور مامون حميدة رداً على جزئية تتعلق بتدريب طلاب جامعته في مستشفى البان جديد، وما إذا كانوا يدفعون أسوة بزملائهم في الكليات والجامعات الأخرى.
* السؤال الذي وجهته صحيفة (الصيحة) لدكتور مامون حميدة عبر منتداها قبل حوالي أسبوعين، من خلال الحلقة الثانية المنشورة بتاريخ الإثنين 11 أبريل 2016 يقول نصه: (بروف مامون؛ طلاب نصر الدين يدفعون خمسين ألف جنيه مقابل التدريب، بينما لا يدفع طلاب مامون حميدة درهماً ولا ديناراً؟)
* في رد الوزير خلال إجابته للصحيفة قوله بالنص: “… ولدينا تقرير يثبت بأن الجامعة قد دفعت، ولكن الدفع لا يكون خمسين ألفاً، لأن كلية نصر الدين تدفع الخمسين للمستشفى المخصصة لها أساساً، فمستشفى البان جديد والحاج الصافي يدفعون لهما 2 ألف و3 ألف جنيه من جامعة العلوم الطبية، لأنها لا تذهب بطلابها جميعاً، ولكنها تذهب بمجموعة من عشرة طلاب فقط”.

* في الخلاصة يشير دكتور مامون حميدة إلى أن عدد طلاب جامعته في البان جديد لا يتعدى العشرة.
* من جانبنا، أخذنا ننقب في ملفات مستشفى البان جديد، لنكتشف أن العدد أضعاف ذلك، وتحصلنا على المستندات التي تؤكد ذلك.
* الكشوفات التي أمامنا فيها أكثر من (30) طالبا، في تخصص النساء والتوليد وحده.
* هنالك مجموعة تدرس مع دكتورة (ناهد) وأخرى مع دكتورة (هويدا)، ومجموعة ثالثة مع دكتورة (نعمات).
* الأمر المهم الذي لم يذكره الوزير أن بين الأطباء العاملين في البان جديد، طبيبة تتبع لجامعة العلوم والتكنولوجيا؛ أي أن هنالك فريقا يتبع لجامعة مأمون حميدة، مما يستوجب أن تسدد جامعته الرسوم كاملة كما تفعل كلية العلوم الطبية (نصر الدين) التي تسدد (50) ألف جنيه، في حين يدفع طلاب جامعة الوزير (2500) جنيه.. فقط!!
thumbnail.php?file=mamon dagmasa 565236049

الخرطوم – شوقي عبد العظيم
صحيفة اليوم التالي