حسن فاروق : فشل مخطط عودة الوالي
فشل مخطط عودة الرئيس السابق لمجلس ادارة نادي المريخ جمال الوالي عن طريق التعيين من خلال لجنة تسيير جديدة، وهو المخطط الذي اجتهدت من اجله الصحافة الموالية للرئيس السابق بمبررات مضحكة من شاكلة اقتراب موعد الانتقالات التكميلية، وعدم توفر المال للجنة التسيير الحالية لتسجيل لاعبين جدد، بل وصلت الجراءة ببعض النقاد المحسوبين علي الرجل قبل النادي، مطالبة اللجنة بالمغادرة الفورية واتاحت المجال امام لجنة جديدة قادرة علي (الدفع) وضخ اموال تساعد المريخ علي تجاوز معاناته الحالية.
كتبوا كتابات كادت ان تبكينا من فرط التاثر وحرصهم علي مصلحة النادي الكبير وانقاذه من الضياع بسبب الفقر الذي يعيشه، بالدرجة التي تخيلت معها ان نادي المريخ سيهيم علي وجه في الطرقات يسأل الناس احسانا، الا ان هذا التأثر لم يخرج من الكلمات المكتوبة عنه، لأن اللعبة اصبحت مكشوفة فهم يبكون علي المصلحة العامة وهدفهم الرئيسي عودة جمال الوالي لرئاسة النادي من جديد عن طريق التعيين من خلال لجنة تسيير جديدة، ويعيدنا هذا المخطط (الجبان) في تقديري لانه يتحاشي الافصاح المباشر عن الهدف اولا، ويحتمي بشعار فضفاض (المصلحة العامة)، ويعمل علي اغتيال اهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ثالثا، فهؤلاء المتباكون علي حال المريخ المائل مع لجنة التسيير الحالية، لايفرق معهم ان يداس القانون بالارجل ويتم البصق عليه ويتم تجاوزه من اجل عودة غير قانونية لرئيس سابق، غادر بارادته ورفض كل الرجاءات من اجل البقاء، غادر هكذا دون ابداء اسباب للمغادرة، وادخل النادي والفريق في ازمة البحث عن بديل من خلال التعيين، ليلعب دورا مباشرا في اجهاض الديمقراطية بنادي المريخ، وقالها بالصوت العالي ليس لدي ما اقدمه واريد افساح المجال لآخرين، وغادر.
لكنه لم يحتمل الابتعاد، وظل حاضرا من خلاله اعلامه (المكبوت) طوال (13 عاما) لايستطيع الاقتراب من كلمة انتقاد لمايجري داخل النادي وله علاقة بالرئيس وقتها، صحف قديمة وحديثة لم تعرف منذ تأسيسها نطق كلمة (لا) في وجهه، تقول الآن (لا) في اليوم الف مرة ، وتنشر كل الاخبار السالبة عن تمرد اللاعبين والجهاز الفني وتنشر كل مايؤكد فشل اللجنة وعدم قدرتها علي تسيير امور النادي، وليتها تتوقف عند هذا الحد لنشيد بمهنيتها في نقل الخبر الصادق، ولكنها تقضي علي الخبر وصدقه في لحظة بالمطالبة بعودة جمال الوالي مرة اخري فيظل حاضرا رغم رفضه الاستمرار واصراره علي الابتعاد رغم كل الرجاءات والمطالبات من شخصيات ونقاد وبعض الانصار ، و(بح) صوت ود الياس ولكن الرجل اصر والح وغادر ولم يغادر، وظل باقيا عند اعلامه واصحاب المصالح والتقاطعات يتحدثون باسمه، يفكرون تفكيره، يهددون ويتوعدون من يرفضون عودته، ولايستطيعون ذكر انه غادر بكامل ارادته ولم يضربه احد علي يده او يجبره علي المغادرة، ويشتمون الآخرين ويسيئون اليهم ويسفهوا اراءهم في حال جاهروا برفض الدعوة الي عودته يعني بالدارجي (ماتقولوا جمال مشي جمال قاعد مامشي واي زول بقول جمال مشي خائن وضد مصلحة المريخ) تخيلوا الي اين وصل بنا من السخف والاستهتار والاستهبال ومحاولة الغاء الارادة والعقل.
وذهب الامر الي خطوات بعيدة وغريبة في ذات الوقت باعلان رسمي عن طريق والي ولاية الخرطوم بعودته من جديد رئيسا، وكأن المريخ نادي من السيخ والاسمنت امتلكه، اغلق عليه بالضبة والمفتاح عند المغادرة، وفتح ابوابه عند العودة، الآن فشل المخطط بعودة الرجل عن طريق التعيين ولم يبق امامه خيار سوي الديمقراطية فهل سيعود من بابها وكيف؟ سؤال احاول الاجابة عليه لاحقا.