الخرطوم وواشنطن .. صراع التأشيرات
طلبات كثيرة دفع بها مسؤولون سودانيون للحصول على تأشيرات دخول للأراضي الأمريكية، قوبلت بالرفض، آخرها ثلاثة طلبات خاصة بوزراء الداخلية، التعليم والدولة بالصحة دون ذكر لحيثياث الرفض، الذي ظل يتكرر، فقد رفضت طلبات مماثلة لوزراء ولائيين ومسؤولين كبار ومنظمات مدنية سودانية، بالرغم من أن المناشط التي يدعو لها المسؤولون السودانيون تتعلق بأنشطة خاصة بالأمم المتحدة وجهات أخرى مقرها الولايات المتحدة.
سياسة تصعيدية:
رفض الحكومة الأمريكية منح تأشيرات للمسؤولين السودانيين يبدو أنه سياسة تصعيدية تجاه السودان بالرغم من أن الحكومة السودانية قلّما ترفض زيارة لمسؤول أمريكي، بدليل وجود مسؤولة أمريكية بالخرطوم حالياً، السفيرة كاثي راسيل امتدت ليومين.. ويقول المتخصص في العلاقات السودانية الأمريكية بروفسير بكري عثمان سعيد إن الخطوة غير مبررة، وعزاها لبعض التصريحات غير الدقيقة التي بدرت من مسؤولين سودانيين تجاه العلاقات مع واشنطن. ويرى بكري أن زيارات المسؤولين الأمريكيين للبلاد لاتتعدى أن تكون لجمع المعلومات أو في إطار الاطلاع على الأوضاع ميدانياً، غير أنه لم يستبعد أن تكون حالة التصعيد بسبب احتدام معركة الانتخابات الأمريكية بين الحزبين الكبيرين، الحزب الديمقراطي بقيادة هيلاري كلينتون، والحزب الجمهوري بقيادة دونالد ترامب، متوقعاً حدوث مزيد من المواقف الأمريكية السالبة تجاه السودان خلال فترة الانتخابات الأمريكية الأيام القادمة.
شروط أمريكية:
غير أن القائم بالأعمال الأمريكي السفير بنجامين مولنج ألمح لرغبة بلاده في منح التأشيرة الأمريكية للمسؤولين السودانيين بعد أن دفع بحزمة من الشروط لوزارة الخارجية وطلب من المسؤولين السودانيين الحرص على تقديم طلبات الحصول على التأشيرة قبل 30 يوماً على الأقل باعتبارها سقفاً زمنياً كافياً لتقييم الطلبات ودراستها وفقاً، للإجراءات التي تتبعها بلاده، وأكد بنجامين أن الدفع بطلبات منذ وقت مبكر للحصول على تأشيرة سيقود لتفادي حدوث أي حالات مماثلة، وقال بنجامين الذي استدعته وزارة الخارجية أمس بسبب رفض بلاده منح التأشيرة لوزير الداخلية إنهم لا يواجهون أي مشاكل تذكر في منح التأشيرات للمسؤولين الأمريكيين الذين يزورون السودان، ووعد بإبلاغ حكومته باحتجاج الحكومة السودانية على الخطوة.
حق منح التأشيرة:
والجهات الأمريكية التي يحق لها منح التأشيرة لدخول بلاد العام سام تتمثل في السفارة الأمريكية بالخرطوم والسلطات المختصة بواشنطن، ويقول بكري في حديثه لـ«آخر لحظة» إنه في سياق العلاقات السودانية الأمريكية كانت التأشيرة تمنح من السفارة الأمريكية بأديس أبابا والسفارة الأمريكية بالقاهرة خلال تدهور علاقات البلدين معتقداً أن رفض الطلبات الأخيرة، جاءت من واشنطن مباشرةً، للأسباب آنفة الذكر.
غضب حكومي:
الرفض الأمريكي لمنح التأشيرات للمسؤولين السودانيين تمخضت عنه حالة من الغضب الدبلوماسي قادت لاستدعاء وزارة الخارجية للقائم بالأعمال الأمريكي كخطوة دبلوماسية متعارف عليها، بجانب تصريحات وزير الخارجية البروفسير إبراهيم غندور، وكشفت وزارة الخارجية أن السفارة الأمريكية بالخرطوم سبق وأن رفضت منح تأشيرة دخول لكلٍ من وزيرة التربية والتعليم ووزيرة الدولة بوزارة الصحة، ووصف غندور الخطوة بأنها ممارسة «جائرة « ولا تتسق مع القوانيين الدولية التي يدعي البعض الدفاع عنها.
تعقيدات بيروقراطية:
وبالمقابل أبلغت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي استياء الحكومة من ظاهرة تأخير وعدم منح تأشيرات الدخول للمسؤولين السودانيين الذين يتلقون دعوات من الأمم المتحدة أو البنك الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية الأخرى لحضور أنشطة في نيويورك أو واشنطن .
وقال سراج الدين حامد وكيل وزارة الخارجية بالإنابة إنه سرد ثلاث حالات لكبار المسؤولين ، وطلب من القائم بالأعمال توضيح ما إذا كانت ظاهرة التأخير أو الامتناع عن منح تأشيرات الدخول للمسؤولين السودانيين هي سياسة جديدة للحكومة الأمريكية أم أن الأمر خلاف ذلك، وأشار الوكيل إلى أن المسؤولين بالدولة ينتظرون إجابة شافية من الحكومة الأمريكية، وأضاف سراج الدين أن القائم بالأعمال أجاب مقدماً اعتذاره الشديد إنابة عن حكومته عن الحالات المتصلة بمنح تأشيرات الدخول للمسؤولين السودانيين، نافياً أن تكون تلك هي سياسة للحكومة الأمريكية، واعتبر الأمر بأنه مجرد تعقيدات بيروقراطية.
آخر لحظة