عبد العظيم صالح : النار ولعت
هل يوجد في قواميس الأغاني في الدنيا من حولنا «أغنيات تتحدث عن القتل» والحرق والدمار وعلى أنغامها يطرب الناس ويبشرون؟ كحال الأغنية السودانية ومفرداتها الداعية للقسوة واعدام الاخر. النسوة يزغردن. العروس تتمايل وترقص. العريس يهز ويبشر الناس بالخير كيف لا وصوت الفنان يأتيه من المغارة السحرية السحيقة (سيفك للفقر قلام)..
إذن إذا كانت الحالة هكذا فليس مستغرباً أن يأتي وزير الداخلية أمام البرلمان ويقول إن عدد من ولايات السودان لا تتوفر فيها عربات إطفاء واحدة، لأن قيمة العربة غالية جداً وتبلغ قيمتها «50» مليون جنيه ولا تكفي ميزانية الولاية لتوفيرها.
هذا حديث رجل مسئول في الدولة ولنواب يفترض أنهم مسؤولون عن الأمة، ويحملون القضايا الكبيرة محمل الجد كحملهم لقضايا عرباتهم الشخصية ومطالباتهم المكررة و«المسيخة» والممجوجة للتقسيط المريح ..
ولايات بحالها لا تتوفر بها عربات إطفاء للحرائق ونواب يطالبون بعربات فارهة من أجل الفسحة والراحات..
سيقول قادم من خارج الحدود وماذا سيفعل الناس إذا شبت النيران في واحدة من الولايات التي لا توجد بها عربة مطافئ واحدة؟؟!..
احترق بيت الوالي والاستراحة وامتدت ألسنة النيران للاستراحة وذهبت للصندوق الاستثماري وشقت طريقها نحو المستشارية القومية للترتيبات العاملية وذهب اللهب للمنسقية ؟؟؟؟؟؟
سنقول له الامر في غاية البساطة سيخرج الفنان ويغني للملأ «النار ولعت وبي قلبي بطفيها»
ستنزل النار برداً وسلاماً علي الولاية وستنطفئ في الحال وفق الخطة القومية الاستراتيجية الشاملة ووفق البرنامج الرباعي السداسي..
في العام الماضي التهمت النيران 8 الف نخلة بجزيرة «تانارتي» بدلقو في العام 2008 قضت النيران علي اكثر من 4 الف نخلة بعبري وحرائق اخري في دنقلا وقدرت اشجار النخيل المحترقة بأكثر من 150 الف نخلة حسب الاحصاءات التي قام بها نشطاء من ابناء الولاية.
فاذا احصينا عدد العربات الحكومية والدستورية ومخصصات الولاة والدستوريين ونفقات الورش والسمنارات والمؤتمرات والسفريات داخل وخارج السودان فكم تبلغ الجملة مقارنة بثمن عربة مطافئ قال وزير الداخلية اما النواب بان سعرها مرتفع في حدود الـ 50 مليون جنيه.
نواب الشعب بدلاً من الصراع.. والصياح حول النواب والتقسيط عليهم استدعاء وزير المالية ومطالبته بتوفير عربات مطافئ للولايات حتي لا يتفرج رجال الداخلية علي السنة النيران وهي تلتهم الاخضر واليابس والولايات والتجوع البعيدة.
لقد قال نائب الشمالية المستقل برطم في مكان اخر من هذه الصحيفة ان البرلمان يستجلب 30 عربة لرئيس البرلمان ونوابه ووصلت مجاناً ومعفية تماماً من الجمارك..
علي البرلمان السعي لاستجلاب عربات مطفائ وعليه ان يعمل علي اطفاء النيران المشتعلة هنا وهناك او يغني مع المغني ويبشر .. النار ولعت وبي قلبي بطفيها.
او مع زيدان داوي ناري والتباعي
وتمهل في وداعي … يا حبيب الروح
هب لي بضع لحظات سراع.