منوعات

بالفيديو .. إليك مجموعة من أغرب الأساطير المغربية .. عروس المطر ولعنة الإله!

يعجّ الموروث الثقافي المغربي بالحكايات والأساطير الغريبة التي تناقلتها الأجيال، فالبعض يعتبرها مجرد قصص كانت تُحكى للأحفاد بغرض التسلية، والبعض الآخر يقدسها ويؤمن بأشد تفاصيلها رغم غرابتها، معتبراً إياها جزءاً من ثقافته، التي لا يمكن التشكيك في مصداقيتها أو الطعن في فصول رواياتها.

فيما يلي، نستعرض أبرز القصص الشعبية والأساطير التي يتداولها المغاربة:

أميلشيل.. موسم تخليد حبٍ أسطوري
“إيسلي” و”تيسليت” هما بحيرتان تقعان بمنطقة أميلشيل بقلب جبال الأطلس جنوب شرق المغرب. تشتهر البحيرتان باحتضانهما أحد أغرب الاحتفالات في العالم، وهو موسم الخطوبة الذي يجذب العشرات من شباب المنطقة في فترة الحصاد، وتحديداً شهر سبتمبر/أيلول لمدة 3 أيام، وفق طقوس فريدة تبرز غنى التقاليد وعادات المنطقة.

يُنظم هذا الاحتفال الشعبي تخليداً لقصة إسلي وتِيْسليت، التي تعني بالأمازيغية العريس والعروس. إذ تقول الأسطورة إن المنطقة عرفت حباً أسطورياً بين شاب اسمه موحا من قبيلة أيت إبراهيم وفتاة تدعى حادة من أيت إعز، وهما قبيلتان متجاورتان تنتميان لقبائل أيت حديدو، كان بينهما عداوة حالت دون ارتباط العشيقين.

تقول الأسطورة إن تعنُّت القبيلتين دفع الحبيبين إلى الصعود لأعلى الجبل والبكاء بحرقة على حظهما السيئ، ما نتج عنه بحيرتان صغيرتان تدعيان اليوم إسلي وتيسليت، حيث انتحر موحا في بحيرة إسلي، بينما انتحرت حادة في بحيرة تيسليت.

وللتكفير عن خطئهما، عقدت القبيلتان الصلح مع تنظيم الموسم السنوي للخطوبة بهدف تزويج شباب المنطقة تخليداً لحب موحا وحادة الأسطوري.

بغلة القبور ولعنة الإله
تدعى بالأمازيغية “تاكمارت نيسمضال”، أي بغلة القبور، وهي إحدى الحكايات المتداولة بين سكان المناطق الأمازيغية.

وتقول الأسطورة إنه ما إن يُسدل الليل سِتاره حتى تخرج امرأة بجسد بغلة تصول وتجول في القرية وتختفي مع سماع أذان صلاة الفجر. وهي حكاية استوطنت خيال سكان عدد من المناطق حتى أن البعض ادعى سماعه صوتها بالليل ومنهم من قال أنه شاهدها.

وتضيف الأسطورة أن صوت الأغلال المحيطة بحوافر بغلة القبور معروف ويُسمع على بعد مئات الأميال، وهي تجول بالليل بحثاً عن الرجال، وما إن يقع أحدهم في قبضتها حتى تقوم بحمله على ظهرها وتأخده إلى المقبرة لدفنه حياً.

ووفقاً للمتداول، فإن بغلة القبور هي أرملة لم تحترم المدة التي فرضها الدين الإسلامي ولم تلتزم باللباس الأبيض، الذي تلبسه الأرامل خلال عدتهن لـ 4 أشهر و10 أيام، بالإضافة إلى وقوعها في الزنا، فمسخها الله عقاباً على أفعالها المحرمة، حسب اعتقادهم.

عروس المطر

تدعى باللغة الأمازيغية تسليت وأنزار، ارتبطت لدى الأمازيغ القدامى بإله المطر وعاشقة المطر. هي امرأة فاتنة الجمال وقع إله المطر في حبها، حسب الأسطورة، لكنه تردد كثيراً قبل أن يصارحها بحبه. إلا أن اعتراضها عليه دفعه إلى الاختفاء، فغابت الأمطار وجفت الأنهار من المياه، التي هي روح تيسليت، فبكت وتضرعت إليه وقبلت حبه، ليعود أنزار لأخذ حبيبته بعيداً إلى السماء فعادت الأمطار ومعها المياه إلى الانهار.

واستناداً إلى هذه القصة، كان أمازيغ المغرب يلجؤون إلى ما يسمى بعروس المطر أو “يلغونجا” حسب تسمية سكان جبال الأطلس، كلما جفت الأرض وقلت التساقطات المطرية.

وتقتضي التقاليد صناعة النساء لمجسم عروس مستعملين في ذلك قصباً وملعقة خشبية كبيرة، ويقمن بتزيين العروس بلباس نسائي أمازيغي ويضعن على رأسها منديلاً، ثم يخرجن في مسيرة حافيات الأقدام، يتقدمهن أطفال كرمز البراءة والصفاء من الذنوب في اتجاه مسجد القرية.

مورست هذه الطقوس حتى أواخر النصف الثاني من القرن الماضي، وما زال بعض الفلاحين يؤمنون بها اعتقاداً منهم بقدرتها الخارقة على جلب الأمطار.

وفي حديثه لـ ” لهافنغتون بوست عربي”، قال الباحث في علم الاجتماع والثقافة الشعبية رشيد لبيض، أن الأسطورة هي نتاج شعبي مجهول المؤلف في الغالب، مثلها مثل العديد من أشكال الأدب الشفهي الذي تم تدوينه في مراحل لاحقة.

واعتبر ان التراث يُمثل نظرة معينة للكون، وينطوي على منظومة هامة من القيم التي يراد من خلالها أخذ العبر والدروس في الحياة، “لأن الأسطورة ليست مجرد حكايات الأجداد للأحفاد إلى أن يأخذهم النوم، بل هي قالب فني محكم متميز، يمرر مجموعة من القيم والرسائل الإنسانية والرؤى الفلسفية التي تستهدف قضايا اجتماعية وثقافية وتربوية ونفسية وروحية وغيرها”.

واعتبر لبيض أن الأسطورة تهدف إلى تحقيق جسور التواصل الثقافي واللغوي بين الأجيال، فيتعرّف كل جيل على تراث وثقافة أسلافه، لذلك تمّ الحفاظ عليها جيلاً بعد جيل.

لمشــاهدو الفيـــديو أضـــغط هنـــا

 

هافغنتون بوست