وتر.. على المشاعر
أرخي لثام صمتي في مساء يعانقني بالنجوم.. تتوهج هالة العشق.. فأقطف نورا لقناديلي في ذاكرة ساقتني أعواما للوراء.. وجدت نفسي مختبئة بين ظلال راكضه.. أحرقتها أنفاس الزمن.. وأنا أستمع ﻷغنية للفنان الراحل (محمود عبد العزيز) رحمه الله..
غمرتني رغبة أبديه للبوح بما في العروق.. أصبحت الكثافة في الذكرى.. وتكيفت المواصلة في دهاليزها..
لوهلة تعطل وجعي.. وراهنت على أن مسافات النسيان في تلك الفترة لم تفلح معي.. عندها ركضت دموعي تغسل الذكرى بالحاضر فكان موتنا الحميم في بعضنا البعض..
تذكرت ذاك اليوم.. وأنا أتجول في قلب حياتي بكل الأطلال التى فيها.. ذكرتني به.. كان يشدو بصوته المميز يملأ الأرجاء طربا.. في تلك الساحة الموصومة بمثل تلك المناسبات.. كان يوم فرحي.. وكان محمود.. يشدو..
تذكرتك اليوم.. عندما كنت أرتدي فستاني الأبيض وأملأ ذراعي وقدمي بإكسسوارات الفرح في ليلة فرحي الأكبر.. ليلتي التي عشقتها منذ السنة الأولى لمراهقتي..
تذكرتك وأنا أقرأ ما كتب عنك من محفوظات بكل تفاصيل الحب والفراق والعذاب والحزن وجميعها تحاول إخفاء آثار البكاء عليك تحت الأعين وفوق الأجفان..
تفتقدك جميع الكلمات اللحنية وترانيم السلالم الموسيقية.. تحن إليك الأرجاء وتبكيك كل الأغنيات والمقطوعات الفنية..
الله.. كم أرعبني الوقوف في تلك المحطة.. وتذكر تفاصيل الزمن بها..!
كم أرعبني الحب الذي يباغتنا في منتصف الطريق.. والشوق الذي يعصف بنا في منتصف ليالي الفراق.. والفراق الذي ينزل علينا كصاعقة سماوية..
الله كم كنت رائعا يا محمود، فذكراك تتويج لذكرى ليلة عمر باسم القسمة والنصيب..!
وأنا أستمع لكلماتك.. وجدتني أستجدي أحرفي في بعث رسائل مبعثرة مصدرها القلب.
* أنت فقط من كنت قدري الأعظم.. عيناك في كل مساء تبعثان إشارة لحياتي.. أسابقك النظر فيها..
* أتدري كم أتكيف مع مواصلتي في دمك.. وأنا أجمع كل الكثافة في عشقي إليك.. وأعرف دمي جيدا.. إنه من فصيلة لا تقبل غيرك.. وقلبي يموت إن بقي خارج نطاق محيطك..
حلمي يصارع واقع حبك.. وذوبان الروح في الروح.. وحب تبلل قطراته أرضا عطشى تكره سنوات الجدب وتخشاها.. يتسلل بلطف يداعبها.. يغير ملامحها ويلون خارطة العمر..
* لك فقط تصعد روحي.. تخترقني عيناك تتسلل حتى النخاع في كلماتي.. وكل شيء يغرق فيك فحواسي مرهونة بحضورك تستجيب لكل حالاتك..
* يا أنت.. أين تأخذ قلبي.. وعبر أي البوابات تسير به؟.. وهو الذي أنهكه السير في غابات أحلامك.. ما بالنا ننهك أحلامنا.. ونتباكى على العمر الذي أفل في لحظة إغفاءة منا.. أو قل لحظة استسلام ليأس مضن.. أنهك الروح وبلل العيون بالأرق.. وأوجع القلب بالشوق..
* أدركت أخيرا أنني لم أستطع أن أفاجئك بمشاعري.. فقط كنت أحاول أن أكون مختلفة.. ولكن باءت محاولاتي بالفشل.. فكيف لي أن أفاجئك وأنت أقرب إلي من أفكاري.. كيف أكون مختلفه وأنت أعلم بي مني؟..
** آخر الوتر**
الكنت قايلو فات زمان
رجعتو بي طعم الغنا..
أحلام صباي والذكريات
هومت بي بالدندنة..
أتاري في جواي نغم
وهنا القليب بيدق هنا..
مقال روعة وأسلوب يدخل البهجة للنفس – التحية لكي ايتها الاخت الاديبة