مقالات متنوعة

مؤمن الغالى : وداعاً أيها الجميل.. أبو قطاطي..

ومصباحاً باهراً ينطفيء .. وما بال هذا الوطن.. وباطن أرضه تنادي الأفلاك والأنجم والأقمار لتسعد بها الأجداث واللحود .. ومالحة الكلمات في فمي.. وحزين أنا حد النحيب.. وقمراً كان يضيء السماء وينشر على الأرض الضياء تحجبه سحب المنون.. وتضمه وحشة القبور.. ويرحل في هدوء أبو قطاطي.. والأمم العظيمة لا تعتبر الذين رحلوا من عظمائها مجرد ذكرى عابرة بل هم حياتها المتجددة وأملها الذي لا يخيب..
ويرحل أبو قطاطي بعد أن وهبنا من عصبه وروحه ودم وريده أغلى الحروف وأنبل الكلمات وأزهى الأشعار.. كان معنا.. مع الخاسرين عشقهم مع الرابحين حبهم.. مع الذين يسارون النجم في الظلم.. مع الذين خرقت سهام الصد والحرمان أكبادهم.. مع الذين هبت رياح مراكبهم رخاء وزورق أحلامهم يرسو على روعة وخضرة الضفاف.. مع الوطن.. مع الأمة مع الشعب.. وهل ننسى تحيته للوطن عندما رفرفت رايات تحمل النبؤات الجرئية.. وأعلام مزروعة في الفضاء.. وأماني بعرض وطن وأحلام بعمق أمة.. ويهدر النشيد..
من كرري .. من خور عمر
من نفس المكان
الفيهو سيف الفارس العاتي
إنكسر
ده الهله زي نور الصباح
شايل ملايين البشاير
للغلابة وكل زولاً
حقو راح
كان هتافاً من قلب مفعم بحب الوطن.. كانت تحيته باسلة.. لأيام من المجد منتظرة.. كان ذلك قبل أن تجتاح الوطن خيول الردة.
ويتدفق مطر الإبداع.. وكلمات بلون الدهشة بطعم المتعة.. يغزلها أبو قطاطي من بهجة صفق الورود.. تزهو وتزدهي وتتعطر من حنجرة “وردي” و..
سواة العاصفة بي
ساق الشتيل النيء
وفعل السيل وكت يتحدر
يكسح ما يفضل شيء
ده كان حبك
وكت حسيتو
وشفت الدنيا
دارت بي
وداعاً أبو قطاطي.. شكراً أبو قطاطي.. فقد وهبت الوطن قلائد من رائع القصايد.. شاركت العاشقين أفراحهم.. وكنت منديلاً رطيباً مسح الدموع من الخاسرين عشقهم.. ولك من هاطل المزن وسحب المغفرة على مرقدك الطاهر.