مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : رد عجيب من السفارة

> قد يقول قائل، إنه بحكم طبيعة العلاقة الدبلوماسية الشائهة بين الخرطوم و واشنطن، لم يكن من الحكمة أن ترفض السفارة السودانية في واشنطن منح تأشيرة لأمريكيين خارج دائرة القرار للدخول إلى السودان. > وقد يقول آخر بأن واشنطن يؤذيها مثل هذا الرد.. وسيعالج مستقبلاً مشكلة رفض منح التأشيرة لمسؤولين سودانيين كبار تأتيهم دعوات من منظمات وهيئات دولية. > لكن الواضح هو أن واشنطن التي تتآمر على السودان لنسف أمنه واستقراره من خلال تأسيسها ودعمها وتمويلها لحركات التمرد.. لا تريد أن يتمتع السودان بمكاسب سياسية يجنيها من دخوله إلى أراضيها وينتصر بها على مشاريع التآمر مثل المحكمة الجنائية. > ويحدثنا وزير الدولة بالخارجية السيد كمال إسماعيل عن أن سفارة السودان في واشنطن تلقت طلباً من مسؤولين أمريكيين للحصول على تأشيرة دخول إلى السودان.. وأن السفارة قررت وفقاً لتقديراتها التعامل بالمثل. > ولكن ربما ترد واشنطن على رد الفعل السوداني هذا.. وتقول بأن التعامل بالمثل يكون مع من هم في مستوى من رفضت واشنطن أو تماطلت في منحهم تأشيرات للدخول. > و واشنطن أيضاً قد تقول إنها لم ترفض منح التأشيرة للمسؤولين السودانيين مثل الرئيس البشير عام 2014م.. و وزير الداخلية قبل أيام. > والعجيب أن الوزير كمال لم يفد بمواقع المسؤولين الأمريكيين الذين تعاملت معهم سفارة السودان في واشنطن بالفعل. > قال إن أسباب طلبهم التأشيرات غير معروفة وغير محددة. > فلماذا يكون رد الفعل بدون معرفة هؤلاء المسؤولين الأمريكيين؟. > فربما كان غرض الزيارة لصالح ما كان يمكن أن تخدمه زيارة الرئيس أو وزير الخارجية..فلماذا الاستعجال؟. > وسفارة السودان في واشنطن كان بإمكانها أن تفيدنا بأسماء وصفات هؤلاء المسؤولين. > العلاقات بين الخرطوم وواشنطن ليست كمثلها بين الأولى وبقية العواصم. > واشنطن تمسك بيدها خيوط التآمر ضد السودان.. وأية ردود أفعال كهذي يمكن أن تستفيد منها الحركات المتمردة. > فتأشيرات واشنطن ليست أهم من تطبيع العلاقات معها.. ومشروع تطبيع العلاقات معها ليست لأنها دولة أخلاق حميدة، فهي بعيدة كل البعد عن هذا. > لكن المقصود طبعاً هو معالجة أزمة اقتصادية تسبب فيها الحصار الأمريكي.. وزاد الطين بلة الاستهتار الذي خلق العجز في الميزان التجاري. > ولكن نعلم حتى بعد حل هذه المعضلة الاقتصادية بالنجاح في رفع الحصار والسماح بمنح التأشيرات.. فإن المشكلة الأمنية التي تدعم استمرارها واشنطن لن تنتهِ. > وهي لن تحتاج إلى تطبيع طبعاً لأن واشنطن لم ولن تعترف بأنها وراء مشكلة البلاد الأمنية.. فهي تنكر هذه الحقيقة. >وكان السفير الأمريكي الأسبق في السودان ألفريد.. و هو من أصل كوبي.. قد حاول تبرئة واشنطن من ضلوعها المفضوح في تأزيم المشكلة في دارفور. > كان السفير يقول بمزاح في ملتقى العلاقات السودانية الأوروبية المنعقد في السودان عام 2004م بأن دارفور ليس فيها كافر واحد. > يقصد أن المشكلة بين مسلمين فقط وأن واشنطن لا تتدخل بينهم. > لكن من يقود حملة التنصير الآن في دارفور وبأموال من.؟ > هل يسوء الأمريكيين وهم يتحدثون من خلال سفرائهم عن خلو دارفور من كافر واحد لذلك يريدون أن يصنعون الكفار.؟ غداً نلتقي بإذن الله…