احمد المصطفى ابراهيم : الأمانة !
معنى الأمانة وأنواعها
وهي ضد الخيانة، والأمانة كلمة واسعة المفهوم، يدخل فيها أنواع كثيرة، منها: الأمانة العظمى، وهي الدين والتمسك به، قال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا. قال القرطبي في تفسير هذه الآية: الأمانة تعم جميع وظائف الدين. اهـ.
وتبليغ هذا الدين أمانة أيضاً، فالرسل أمناء الله على وحيه، قال صلى الله عليه وسلم: ” ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء. وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين .
كل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن، وهو الله جل وعلا، فالبصر أمانة، والسمع أمانة، واليد أمانة، والرجل أمانة، واللسان أمانة، والمال أمانة أيضاً، فلا ينفق إلا فيما يرضي الله . العرض أمانة، فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه، فتحفظ نفسك من الفاحشة، وكذلك كل من تحت يدك، وتحفظهم عن الوقوع فيها، قال أبي كعب رضي الله عنه : من الأمانة أن المرأة أؤتمنت على حفظ فرجها . الولد أمانة، فحفظه أمانة، ورعايته أمانة، وتربيته أمانة .
العمل الذي توكل به أمانة، وتضييعه خيانة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ” ، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال: ” إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
الأمر بحفظ الأمانة وقال تعالى في صفات المؤمنين ( والذين هو لأماناتهم وعهدهم راعون) . وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).
قال ابن كثير : والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار، وعن ابن عباس في الأمانة قال: الأعمال التي أؤتمن عليها العباد .
وقال صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان ).
من صور الأمانة : قال صلى الله عليه وسلم وهو يحكي لأصحابه رضي الله عنهم : ” اشترى رجل من رجل عقاراً له ، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار : خذ ذهبك مني ، إنما اشتريت منك الأرض ، ولم ابتع منك الذهب ، فقال الذي شرى الأرض (أي : الذي باعها) : إنما بعتك الأرض وما فيها ، قال: فتحاكما إلى رجل ، فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ فقال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية ، قال: أنكحوا الغلام بالجارية ، وأنفقوا على أنفسكما منه، وتصدقا.
منقول بتصرف